تارة هي النكبة، وتارة أخرى فيما بعد النكسة، وغير ذلك من مسميات شتى للعدوان الصهيوني المستمر على الوجود العربي كله، بدءاً من فلسطين المحتلة، إلى ما استطاعت آلة العدوان أن تصل إليه، ومن يظن أنها تقف إذا ما استطاعت عند نقطة ما لهو واهم ويعيش خارج التاريخ.
النكبة التي حلت باحتلال الأرض وتشريد سكانها واتباع سياسة الأرض المحروقة، طالت كل بيت عربي منذ اثنين وسبعين عاماً، وكل يوم عدوان جديد يشنه الكيان الغاصب، ومع كل فجور عدواني يحسب أنه وصل إلى نقطة طمس القضية ووأدها، يعود إلى أساليب العدوان والمراوغة تدعمه قوى الغرب، وتمضي واشنطن في حمايته والعمل على تبرير وتسويغ كل ما يقوم به ككيان عدواني غاصب.
منذ أكثر من عام ونيف وإدارة ترامب تطبل وتزمر مع الكيان الصهيوني لما سموه صفقة القرن التي بدأ العمل عليها منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، حشدوا وضللوا، واستلبوا المزيد من الأرض، وقدموا الإغراءات، لكن النتيجة التي كانت تنتظرهم، وستبقى أنكم لم ولن تكونوا قادرين على وأد القضية العربية التي تعني كل عربي من المحيط إلى الخليج، ولا يغرنكم حال متغير متبدل، إذا ما كان بعض الأعراب يمضون معكم في سلم التطبيع، فهم ليسوا أكثر من مأجورين يعملون تحت الطلب، ولايمثلون شعوبهم أبداً.
القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي، وقضية وجود ومصير، قد تحققون اختراقاً ما، لكن الجذر الثابت أن محور المقاومة يمضي بثبات نحو استعادة الأرض وتحريرها، ودحر الإرهاب هو الخطوة الأولى في ذلك، وإن غداً لناظره قريب.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير ديب علي حسن