ثورة أون لاين_ نيفين أحمد :
بعد أن أسدل الستار عن سلسلة باب الحارة والذي شكل محطة سنوية رمضانية ينتظرها المشاهد في كل موسم إلا أنه على مايبدو استطاع مسلسل “سوق الحرير” أن يطيح بسلسة باب الحارة لهذا الموسم حيث ضاهى هذا العمل سلسلة الأعمال الشامية من خلال ما يحمله من طرح مختلف عن البيئة الشامية وحسب مايصنفه صناعه بأنه عمل اجتماعي وليس عملا شاميا ، فهو يقدم دمشق في فترة الخمسينات من القرن الماضي وما شهدته من ازدهار وانفتاح اجتماعي وثقافي وسياسي وفني واقتصادي ،وتأتي طبيعة الإختلاف بين سوق الحرير والأعمال الشامية في نقطة الطرح فقد قدم هذا العمل معطيات مختلفة تماما لمفهوم البيئة الشامية من خلال تقديمه للصور الحقيقية لتلك الحقبة من عصر أم كلثوم وعبد الحليم وبدايات مرحلة فيروز على إذاعة دمشق وهي ما نقصد به مرحلة الزمن الجميل من سينما ومسرح أيضا ، فيما يروي حكاية تعود ألى فترة الاستقلال والتطور والانفتاح وإنشاء الجامعات التي شهدتها دمشق بعد خروج الاحتلال الفرنسي.
وتسير أحداث المسلسل وفق خطين دراميين أساسيين، فهناك أخوان أحدهما عمران والذي عاش في كنف والده وورث عنه مصلحة التجارة ويقوم بالدور الفنان” بسام كوسا” وغريب والذي يقوم بدوره الفنان “سلوم حداد “عاش وحيدا وبعيدا عن العائلة حيث اختفى في ظروف غامضة وتعرض لحادث أفقده ذاكرته.
وقد لاحظنا في هذا العمل تنوع الأحداث والأمكنة حيث الأماكن مازالت محافظة على شكلها فترة الخمسينات كما لمسنا تنوعا في جنسيات الشخصيات في العمل فكان بالإضافة الى الممثلين السوريين هناك من تونس ومصر والاردن
كما لمسنا انعكاسا لنماذج مختلفة من المرأة خلال تلك الحقبة ،إذ نجد المرأة المنفتحة والمثقفة والمعتدلة الى جانب المرأة المحافظة ،حيث ظهرت المرأة السورية المثقفة وليست ست البيت فقط والذي لطالما لمسناه في سلسلة باب الحارة والتي كانت فيه المرأة المسالمة التي وظيفتها أطاعة زوجها فقط ولاحقوق لديها لا عمل ولا تعليم فقط محصورة في “الطبخ والنفخ”
نذكر بأنه هناك أسماء كبيرة في الدراما السورية شاركت في هذا العمل ومنهم من شارك في باب الحارة اجتمعوا في عمل جديد في البيئة الشامية ابرزهم بسام كوسا ،سلوم حداد ، فادي صبيح، كاريس بشار ،عبد الهادي الصباغ ،قمر خلف ،نادين تحسين بيك ،وغيرهم من نجوم الدراما، سيناريو وحوار حنان حسين المهرجي واخراج الأخوين بسام ومؤمن الملا .