الولايات المتحدة تسعر حربها الإرهابية ضد سورية، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، والكيان الصهيوني يسرع إجراءات ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة في سياق تنفيذ مؤامرة القرن، وأعطى موعدا فعليا للتطبيق يبدأ مطلع الشهر القادم، أي بعد حوالي أسبوع تقريباً، وفي ذلك دلالة واضحة على الترابط العضوي بين الأهداف الأميركية والصهيونية لجهة استهداف سورية والمنطقة ومحاولة استنزاف قدرات سورية، وتحييدها عن موقعها المقاوم.
إدارة ترامب وضعت كل ثقلها وإمكانياتها لتنفيذ الأجندات الصهيونية في المنطقة، على اعتبار أن هذه الإدارة هي الأقرب لحكومة العدو الإسرائيلي من حيث نزعة البلطجة والعنصرية، ونبذ الجانبين لكل أشكال السلام، وانتهاجهما أسلوب الإرهاب والعدوان، وإزاء الرفض الفلسطيني والدولي لـ”صفقة القرن” سوى بعض الأنظمة المستعربة والمرتهنة للقرار الصهيو-أميركي، فإن هذه الإدارة تسعى لتنفيذ صفقتها المشؤومة بقوة النار والتهديد، وسورية تشكل خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية، وباتت الدولة العربية الوحيدة التي تستميت دفاعاً عنا، وبالتالي فإن إضعاف سورية هو مفتاح تمرير تلك الصفقة، وغيرها من المشاريع التقسيمية المعدة للمنطقة.
تصعيد الحرب ضد سورية على كافة المستويات، ترى فيه الولايات المتحدة مدخلاً رئيسياً لزعزعة استقرار دول المنطقة، وتفكيك محور المقاومة، وبالتالي إعادة تشكيل خارطة سياسية جديدة مفصلة على مقاس المخططات الأميركية، وفي ظل حالة الخوف التي تعتري الإدارة الأميركية الحالية، ومعها حكومة الكيان الصهيوني لجهة عدم تمكن ترامب من الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة- لأسباب تتعلق بشخصيته الهوجاء المثيرة للجدل، وقضايا العزل بحقه، وسياساته الرعناء التي فاقمت من الخلافات بالداخل الأميركي، وفشله الذريع بمواجهة كورنا، وغيرها من الأسباب- فإن هذه الإدارة تسابق الزمن لفرض قاعدة انطلاق تهيئ الأجواء المناسبة لترجمة كامل بنود “صفقة القرن” على الأرض، والمحاولات الأميركية والصهيونية المسعورة لاستهداف سورية تصب في هذا المنحى العدواني.
انطلاقا من كل ذلك نجد المحتل الأميركي يعزز نقاطه وقواعده اللاشرعية في منطقة الجزيرة، لتكريس وجوده الاحتلالي، ويعمد لتشكيل العديد من التنظيمات الإرهابية كدروع حماية له، ويقوي شوكة ميليشياته الانفصالية “قسد” كواجهة لمشروعه التقسيمي، ويشد من أزر إرهابيي “النصرة” في إدلب لتمكين نظام المجرم أردوغان من إطالة أمد احتلاله للمحافظة، ويستبيح ثروات السوريين من نفط ومحاصيل زراعية لجعل إرهابه الاقتصادي أشد وطأة، وكل هذا العدوان المتصاعد يشير إلى حجم وتأثير الدور السوري المقاوم في إفشال المشاريع الأميركية والصهيونية، والكل يعلم بأن هذا الدور سيبقى ثابتا، ولن تزحزحه أي قوة غاشمة، فسورية التي واجهت الكثير من الحروب والتحديات على مر العقود الماضية، ودفعت أثمانا باهظة لتمسكها بمواقفها ومبادئها الثابتة وخطها المقاوم، ستزداد قوة وصلابة، وصمودها الأسطوري يؤكد عبثية محاولات استهدافها.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير:ناصر منذر