العنصرية والإرهاب.. ركيزتا الهيمنة الأميركية

فيروس العنصرية المتجذر في العقلية الأميركية، يوازيه فيروس الغطرسة والعدوان المتغلغل أيضاً في شرايين المسؤولين الأميركيين على اختلاف مواقعهم، ويشكلان معاً خطراً داهماً على الإنسانية جمعاء، حيث تشن الولايات المتحدة حروبها وغزواتها الخارجية على أساس عنصري في المقام الأول، لأنها تعتبر نفسها سيدة هذا العالم، وباقي الدول يجب أن تكون موجودة لخدمة مصالحها فقط، وتحكمها غريزة القتل والتدمير وإرهاب الشعوب لتثبيت هيمنتها، وسلاحا العدوان العسكري، والإرهاب الاقتصادي، هما أساس إستراتيجيتها الاستعمارية، ولكن في المقابل لم تأخذ في حسبانها أن الشعوب الحرة لديها خياراتها في المواجهة، وأفشلت الكثير من مخططاتها العدوانية، ولم تزل تقف كحائط سد منيع أمام مشاريعها الاستعمارية، وتلحق بتلك المشاريع الهزائم تلو الأخرى.
ترامب وأركان إدارته يجسدون اليوم تلك العقلية العنصرية المتغطرسة بأبشع صورها، ويمارسون مفرزاتها العدوانية في الداخل والخارج، وسورية واحدة من الدول التي تواجه هذا الإرهاب الأميركي بصمود وثبات، واستطاعت بمساعدة حلفائها وأصدقائها أن تكسر الهيبة الأميركية، حيث عجزت الولايات المتحدة بكل قوتها وجبروتها أن تفرض مشيئتها وإرادتها على الشعب السوري، ورغم عدوانها العسكري، وتجنيدها مئات آلاف الإرهابيين من أصقاع الأرض، وتسخيرها أنظمة وحكومات إقليمية ودولية، ومنظمات وهيئات أممية، إلا أنها هزمت في الميدان، ولم تحصل على أي تنازل سياسي يخدم مشروعها المعد للمنطقة، ودليل ذلك تسعير حربها الاقتصادية كآخر ورقة إرهابية تحاول تجريبها قبل إعلان هزيمتها السياسية والعسكرية، فإجراؤها العدواني تحت مسمى قانون ” قيصر” تريد من ورائه استهداف سورية ومعها محور المقاومة وكل الدول الداعمة لها بحربها على الإرهاب، وروسيا والصين في مقدمة الدول المستهدفة.
واشنطن باتت تدرك اليوم أن سورية ستخرج من الحرب منتصرة، وأقوى مما كانت عليه، وهذا ما تخشاه هي والكيان الصهيوني معاً، وقانون “قيصر” جاء بهذه العدوانية المفرطة لمنع سورية من استثمار انتصارها في مرحلة ما بعد الحرب، ووضع تلال من العراقيل أمام عملية إعادة الإعمار، ومنع حلفائها كروسيا وإيران والصين من المساهمة الأكبر بهذه العملية، التي سبق لسورية وأن أكدت أن تلك الدول لها الأولوية، وأن كل من شارك بالحرب الإرهابية ضدها ستكون مستبعدة تماماً، وهذا يفسر أيضاً انجرار الدول الأوروبية وراء سياسة الحصار والعقوبات الجائرة، لأنها شريك لأميركا في العدوان والإرهاب، ولن يكون لها موطئ قدم على خريطة الإعمار والاستثمار.
إطالة أمد الأزمة في سورية هي أكثر شيء باتت تراهن عليها أميركا الآن، لتمنح لنفسها الوقت الكافي لتمرير “صفقة القرن” المشؤومة، والكيان الصهيوني يشاركها في تنفيذ هذا الهدف من خلال اعتداءاته المتواصلة، تماماً مثلما يفعل نظام المجرم أردوغان وإرهابييه، وهو رأس الحربة في تنفيذ المشروع الصهيو-أميركي الذي يستهدف سورية ودول المنطقة برمتها، ولا تختلف ميليشيات ” قسد” العميلة كإحدى أدوات العدوان عن مشغليها، وهي التي تأخذ على عاتقها مسؤولية استكمال المخطط الأميركي لجهة العبث بسلامة وحدة الأرض السورية، وسرقة النفط والمحاصيل الزراعية، والمساهمة أيضاً بتنفيذ ما يسمى قانون “قيصر” عبر منع الفلاحين في الحسكة من بيع محصول قمحهم للدولة السورية.
إدارة ترامب تقود أميركا نحو الهاوية اليوم، وحربها الشعواء ضد مواطنيها عرّت صورتها الحقيقية أمام العالم أجمع، وشعوبه تنتفض نصرة للملونين السود الذين تقتلهم الشرطة الأميركية، وضد سياسة العنصرية التي اتضح أنها تستشري أيضاً داخل الحكومات الغربية، وعندما تنتفض هذه الشعوب ضد الظلم والقهر، فإن ساعة زوال الأنظمة العنصرية في أميركا وأوروبا بدأت تقترب.

بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس