الشِّعرُ.. في مواجهة أميركا و”قيصر” أوهامها

ثورة أون لاين-هفاف ميهوب:

/أميركا حيزبون شمطاء/ نخر السوس أسنانها/ فعاقبت الرغيف/ تساقط شعرها، فكسرت الأمشاط/.. أميركا وزبانيتها/ يحسبون الضوء والهواء تركة ل “قيصر” أوهامهم/..
/الشمس مازالت تشرق على بلادي/ ولم يتناقص الهواء/ حتى العصافير مازالت تزقزق/ لم يتغير النشيد..
التراب لم يزل أسمر/ وأشجاري مازالت تزهو بثماره/ لا وقت لدينا لنفكِّر كم شعرة سقطت من رؤوسنا/.. وكم ضحكة هربت من شفاه صغارنا/..
إنها “لكم أنتم هناك” القصيدة التي كتبتها الشاعرة “ريم البياتي” رداً على قانون “قيصر” وقوّاده، والتي جعلتني أتيقن بأن الشعر مازال حياً، وبأن صوته في الأزمات، هو صوت الوطن يعلو من حناجرٍ تقول رداً على أعدائه:

-ريم البياتي: شاعرة سورية:
“غباركم سيعلق بأقدامنا.. لن يدخل رئة الصهيل”
أتعلمون/ منذ سنواتٍ ونحن نسير على جمركم/ حتى تعودناه/ لم نعد نأبه لأشواككم/.. علمناها كيف تحني الرأس احتراماً لخطوة الصوان.
لن نموت/ ولا خيار آخر/.. فنحن لم نعرف سوى هذه الأرض/ ولم يتسن لنا أن نرى بلادكم/ لم تتركوا لنا الوقت/ كانت أحقادكم أكبر.. سنظل هنا/ ننجب أطفالاً/ ولن نعلمهم سوى الحب/.. وأن الكون يتسع للجميع/ موتوا بغيظكم/ غباركم سيعلق بأقدامنا/ لكنه لن يدخل رئةً ولدت يوم ولد الصهيل/.
بالتأكيد هو صوت الحب والوطن، لأنهما لديها “شريانا القلب، وكلاهما نبض الروح ولهما بصمتهما على الحياة”.. صوت الشّعر الصارخ أبداً على مدى الغضب، بل على مدى جنون الحرفِ المتّقد لديها كما “هذيان الحطب”

-رضوان قاسم: شاعر فلسطيني:
“إذا اسودَّت غيوم الأفقِ.. ماءُ النهر ينتصرُ”
هو أيضاً، صوت المقاومة التي أبى شعراء الأصالة والكرامة، إلا أن يجعلوه مدوِّياً في صداه ورسالته.
الرسالة التي مثلما سعى الشاعر الفلسطيني “رضوان قاسم” لجعلها تلعن المحتل لوطنه “فلسطين”، سعى أيضاً لجعلها تلعن أعداء وطنه الثاني “سورية” بلد المقاومين :
“أثبتت الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها تمارس العهر السياسي، وذلك بعد إقراراها تطبيق قانون قيصر بحق الشعب السوري، ومحاولة تجويعه بل وتركيعه، بعدما أثبت هذا الشعب القوي الصامد قدرته العجيبة على التصدي لكل أشكال المؤامرات والدسائس التي حيكت ضده وما زالت تحاك، وبعد أن توالت انتصارات جيشه الباسل، وأعاد رفع العلم السوري على معظم الأراضي التي انتشرت فيها العصابات المسلحة، وبعدما عجزت الولايات المتغطرسة على مدى سنوات الحرب، عن إخضاع هذا البلد المقاوم، ولعله “أي المقاوم” أهم الأسباب التي دعتها لشن تلك الهجمات العدوانية.
كان الأولى بقانون قيصر المجحف بحق سورية، أن يطبق على أميركا نفسها، والشواهد كثيرة منها الحجج الواهية لغزو العراق الذي ما زال يعاني من تبعيات ذلك الغزو، وأيضاً دعمها للكيان الغاصب المحتل الذي يقتل أطفال فلسطين ويعتقلهم بشكل شبه يومي، ولاننسى بأنها البلد الأول عالمياً في العنصرية وما يحدث على أراضيها لخير دليل والكثير الكثير من الشواهد.
الخلاصة: هل تعي أمريكا أن شعباً تمرس على الصمود والمواجهة، وزادته شوكة الحرب صلابة وتحدياً، قادر على الانتصار والثبات بوجه كل أساليب الظلم والعدوان؟.. شعب يتصدى ويصمد وينتصر، من المحال أن ينكسر، وله كلمة الفصل في النهاية.
إنه رأي شاعرٍ معروف بنضاله الشعري ومقاومته، وهو سبب عشقه لسورية الذي واجه الحرب والحصار عليها بقصيدته:
/شقيق العمر يا بردى/ على شطيك أنتظرُ/ فلا تحزن لعاصفةٍ/ وأمطارٍ ستنهمرُ/ إذا اسودَّت غيوم الأفقِ/ ماءُ النهر ينتصرُ/.

-عيد صالح: شاعر مصري:
“أميركا تسعى لإثبات.. عدم غرقها بأوبئة العنصرية”
حتماً، هو صوت وصرخة ورسالة كل الشعراء الذين استلوا قصائدهم، ليدافعوا عن حقوق الشعوب وقضاياها المصيرية. صوت وصرخة ورسالة الدكتور “عيد صالح”.. الشاعر المصري المعروف بوقوفه مع الأوطان المقاومة التي منها “سورية”.. البلد التي أحبها ولم يتوقف عن لعنة كلّ من خانها أو تآمر عليها، أو اعتدى على أرضها.. كلّ من استهدفها وآلمها وحاصرها، فاضطرّه لمواجهته بكلماتٍ نختار منها:
“منذ بداية الحرب على سورية، وأنا أرى بأنها حرب عالمية على الأرض والدم السوري، وأن كل زناة العالم، تكالبوا مع الخونة والعملاء على سورية الصامدة الباسلة، وأعتقد أن “روسيا” و”إيران” حليفتا سورية، لن تقفا مكتوفتي الأيدي.
أميركا، تريد أن تثبت أنها ليست غارقة في وباءاتها “الكورونية والعنصرية” ومظاهراتها ومشاكلها الداخلية. لذا، تسعى إلى نقل معركتها إلى الخارج وتحديداً إلى سورية التي أغاظها عدم قدرتها على هزيمتها بأبشعِ حربٍ شنتها ضدها..
هي أيضاً، تدفع تركيا باتجاه سورية وليبيا، لإرباك الموقف واستغلال انشغال العالم بالوباء للضغط على سورية، ومحاولة تقسيمها، وتمرير صفقة تجعل إسرائيل تبتلع ما تبقى من فلسطين.
باختصار.. هو رأي كلّ شاعرٍ عربي مقاوم.. كلّ من أبى إلا أن يكون شعاره هو ذاته شعار هذا الشاعر الذي رفعه منذ بدأ بكتابة اول أشعاره: “المجد للقلم المقاوم، والشاعر المنتمي للوطن والعدل والكرامة الإنسانية”..

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين