يزداد الضغط على الكوادر الصحية في الأزمات، وتضج حياتهم بالعمل الدؤوب والتوتر، وخاصة فيما يخوضون من جهود مستمرة للحد من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد- كوفيد 19 وعلاج المصابين، مضحين بحياتهم من أجل أبناء مجتمعهم، فهم كالأطباء الذين يخوضون غمار الحرب لمعالجة الجرحى والمصابين.
في إطار الإجراءات الاحترازية والطبية التي قام بها القطاع الصحي منذ اليوم الأول لانتشار فيروس كورونا، وما كان لها من أثر في الحفاظ على صحة المجتمع والحد من انتشاره، تعمل كوادرنا الطبية والتمريضية والفنية بجهود جبارة يعجز عنها الكثيرون في ظروف استثنائية مرّ ويمر بها وطننا الغالي، واتخذوا قرار محاربة الوباء لاستمرار الحياة.. وسلامة البلاد..
الحراس الأمينون على صحة المجتمع لا يغادرون مكان عملهم إلا لساعات قليلة، واصلين الليل بالنهار، ليبقوا في جاهزية تامة حين وصول أي إصابة أو حالة مشتبه بها، يستقبلونها عند باب المشفى، ويرافقونها حتى قسم العزل، لتبدأ سلسلة الفحوصات، وإجراء المسحات المخبرية.. والمتابعة والاطمئنان كل ساعة.. مستمرون بتقديم الدعم النفسي للمصابين، وتشجيعهم لتقليل درجة الخطورة، وتقبلهم الانفعالات السلبية التي تصدر من قبل البعض.
يتعرضون للإصابات نتيجة التماس المباشر مع المصابين في المستشفيات والمنشآت الطبية، بالرغم من أخذهم للحيطة، وتكون نسبة إصابتهم مرتفعة، إذ إن الفيروس صغير الحجم، ويمكن لشق صغير بمقدار واحد على عشرة نانو متر- ما يجعل ثقب الإبرة كبيراً جداً مقارنة به- في البدلة أو القناع أن ينتقل للطبيب أو الممرض..
تقديراً واحتراماً لجهودهم المبذولة وإخلاصهم الدؤوب تُرفع القبعة، فهم نذروا أنفسهم وحياتهم ليعملوا ليل نهار.. يواجهون الموت حرفياً.. يغامرون بأرواحهم من أجلنا نحن.. يجابهون عدواً لا يُرى.. فكونوا بأمان كي يرفرف الأمان فوق رؤوسنا.
مهما قدمنا وتكلمنا لن نوفي هؤلاء الجنود حقهم في الشكر والعرفان لما يقومون به في الحفاظ على مجتمعنا سليماً معافى من انتشار فيروس كورونا المستجد.. فتحية لكوادرنا الصحية بكل أركانها.. خط الدفاع الأول في هذه الحرب على كلا الجبهتين العسكرية والوبائية.
أروقة محلية – عادل عبد الله