تُصعد منظومة الحرب والعدوان على الشعب السوري من إرهابها وإجرامها بحق السوريين، ليتأكد يوماً بعد يوم أن أطراف تلك المنظومة وأدواتها ومرتزقتها ماضون بمشروعهم الاحتلالي والتخريبي والتقسيمي، وأن لعبة الخداع وشراء الوقت التي يمارسونها باتت أكثر من مكشوفة وأكثر من مفضوحة.
فما تفعله الولايات المتحدة على الأرض من تعزيز لوجيستي مستمر لقواتها المحتلة في الجزيرة السورية، وما يقوم به النظام التركي وإرهابيوه من بلطجة ولصوصية بحق السوريين في الحسكة والقرى المحيطة، وما تمارسه مجموعات قسد الإرهابية المرتبطة بقوات الاحتلال الأميركي من قتل وإرهاب وتخويف، يعكس النوايا والأهداف التخريبية والتدميرية لتلك الأطراف، ليس هذا فحسب، بل إن سياسات التصعيد والقتل والإرهاب التي لا يزال يتشبث بها الأميركي والتركي والإرهابيون والمرتزقة المرتبطون بهم، ترسم عناوين المعركة التي قد تشرع معها كل الأبواب على كافة الاحتمالات والخيارات.
يبقى الأهم من ذلك كله أن تفهم وتعي أطراف الاحتلال وادواته خطورة التداعيات التي يحملها إصرارها على التشبث بسياسات الإرهاب والاحتلال، خاصة النظام التركي الذي لايزال يخادع ويناور ويحاول الابتزاز في الهوامش والمساحات التي يحاول خلقها بالمماطلة وشراء الوقت والهروب إلى الأمام.
بحسب الواقع الميداني المتدحرج نحو مزيد من فرض الإرهاب والفوضى الهدامة، التي تحاول منظومة العدوان تعميمها في الشمال والجزيرة، فإن التطورات المتلاحقة قد تضيف الكثير إلى معادلات المرحلة المقبلة في ظل الصراعات والانهيارات المتدحرجة لمنظومة الإرهاب برمتها، لاسيما بعد اتساع رقعة الاشتباك لتشمل المنطقة بأسرها، وهذا بدوره قد يضع المشهد أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاندفاع الى الحل السياسي وفي أسرع وقت، وإما الدفع به الى حافة الهاوية، وعلى أطراف الإرهاب وأدواته ومرتزقته تحمل التبعات والتداعيات الكارثية لدعم الإرهاب والرهان على المحتل الأميركي.
نافذة على حدث – فؤاد الوادي