لا الوباء، أي وباء مهما كانت طبيعته معندة وقاسية، يمكنه أن يفتك بالبشرية كلها، ويترك الندوب والآثار الكارثية كما سرطان ووباء الإرهاب الذي على ما يبدو أنه لم يعد صناعة مركزية أميركية فقط، بل عملت واشنطن منذ فترة من الزمن على توطينه ورعايته في الكثير من مناطق العالم، حيث لا تستطيع أن تبقى طويلاً، بجردة حساب بسيطة، يمكن لأي متابع أن يرصد وخلال عقود من الزمن، الأحداث والوقائع التي جرت في العالم، من أميركا اللاتينية إلى آسيا، وغيرهما، ليجد ببساطة أن الأصابع الأميركية وراء كل ما حدث.
بعضها واضح وجلي ولايخبيء نفسه، بل يتباهى به الأميركيون، ويعلنون بصلف وغرور أنهم فعلوا ذلك، من حصار كوبا إلى حصار فنزويلا، والعقوبات الظالمة والجائرة على كل من لا ينحني أمام أطماعهم وعدوانهم، وليس آخرها ما يفرض على الشعب السوري.
لم يكتف طغاة واشنطن بما يقومون به مباشرة، بل يعمدون إلى سرطنة العالم وتقوية من يمارس الإرهاب ويشن حروب التجويع ضد الشعوب، قسد التي تظن نفسها قد وصلت مبتغاها، تمضي كل يوم في ركب العقوبات الأميركية ضد الشعب السوري، وتمنع وصول الدقيق إلى المخابز التي تزود المنطقة بلقمة الخبز، وعلى الطرف الآخر، ثمة عدو يقطع مياه الشرب عن أكثر من مليون مواطن في الحسكة، وفي عز فصل الصيف والضرورة القصوى لاستخدام المياه، لن نذكر ما قاموا به من حرق للمحاصيل، وتدمير البنى التحتية، ليكتمل بما تقوم به أنقرة من عدوان تضيف إليه تقليل الوارد المائي إلى سورية والعراق.
هل لهذا السرطان الإرهابي كله أن يبقى ويتورم، لولا الدعم الأميركي المباشر، وتوكيل الأدوات بالأمر لتتدخل هي حين يعجزون، وتؤمن لهم الحماية المطلوبة، ومن ثم تتاجر بآلام الناس وتعود إلى معزوفتها النشاز باسم الإنسانية التي تنتهك تحت قدميها.
من نبض الحدث – ديب علي حسن