لم تنفع حملات التضليل والتشويش، ولم تتمكن أبواقها من منع السوريين من القيام بممارسة واجبهم الوطني والمشاركة في اختيار ممثليهم إلى مجلس الشعب في الدور التشريعي الثالث.
فبالأمس توافد الملايين ومنذ الصباح الباكر إلى مراكز الاقتراع للتصويت والتأكيد على أن كل ما يرمز إلى السيادة الوطنية خط أحمر ممنوع تجازوه أو حتى الاقتراب منه.
شباب ورجال ونساء وكبار طاعنون في السن شاهدناهم عبر وسائل الإعلام مباشرة وهم يدلون بأصواتهم، ولسان حالهم يقول: حصاركم لم يجد ولن يجدي نفعاً بل زادنا ثباتاً ويقيناً بأننا على حق، ومن كان الحق معه فلا بد أن ينتصر.
للمواطن السوري الكثير من الملاحظات على أداء بعض أعضاء مجلس الشعب وقيامهم بمهامهم الموكلة لهم بموجب التوكيل الشعبي الذي منحوهم إياه، ذلك أن مجلس الشعب لم يكن موفقاً في تصويب وتصحيح وحتى مساءلة الحكومة في ملفات عديدة وكبيرة تلامس حياة الناس وهمومهم وأوجاعهم، بل كان بعيداً عن الرقابة والمتابعة ما ساهم في أن تستمر بتقصيرها، وهنا تظهر مسؤوليتنا في إيصال أصحاب الكفاءة والنزاهة والخبرة إلى قبة المجلس لنعود ونعمل بجد مرة أخرى في الاستحقاق القادم…
بالأمس قالها السوريون كما في كل استحقاق وطني، وعند كل مفترق طريق يعني السيادة الوطنية، ولهم في ذلك تاريخ طويل وشواهد حية: بلادنا لنا ولأولادنا ولن نسمح للغازي أو المحتل والمتآمر أن يسلبها ويعبث بنا، الانتخابات أصبحت وراءنا ونحضر لاستحقاقات أخرى تكون معها وبها سورية أحلى وأجمل.
حديث الناس – هزاع عساف