يعيش في ذاكرتنا القريبة نحن السوريين، تجارب ألم صعبة قاسية عشناها بتواتر لم ينقطع منذ سنوات ثمان.
وكانت كل تجربة تبدو كأنها لن تتركنا على قيد الحياة، لن أكرر الخسارات التي خسرناها، فجميعنا يعرفها ولم تغادر ذاكرته، لكن الأكيد أن كل تلك التجارب السيئة والآلام والأحزان، لم تفقدنا رغبتنا وتمسكنا بالحياة، وفي كل مرة كنا ننهض ونعيد محاولاتنا بالعيش من جديد والبناء والسعي للرزق والفرح، وكم كتبنا أن هذا الوقت سيمضي.
في الذاكرة البعيدة أيضاً تجارب لا تقل صعوبة عن الحرب والحصار الاقتصادي والفساد والأمراض والأوبئة تجاوزناها بخسائر متفاوتة، عدنا للنهوض والمضي في الحياة والبناء والكتابة عن التعليم والتنمية وقضايا الأسرة والسكان، والصحة الانجابية وغيرها مما يساهم ببناء مجتمع متماسك ودولة قوية.
اليوم تسارعت الأحداث الصعبة علينا، من كل ما ذكرته سابقا، مضافا اليه خطر كورونا، كورونا المرض القابل للشفاء، أصبح رعباً مسلطاً على حياتنا اليومية الصعبة أصلاً، الأسرة المتعبة من الغلاء والفقر، يحاصرها اليوم الضخ الاعلامي من كل جانب حول خطر كورونا، عن حصد الأرواح، عن تهالك القطاع الصحي، عن موت الأطباء، وكل ما يزيد الخوف.
لا يمكن الاستهتار بخطر كورونا، ولايمكن الوقوف دون الحذر والحرص الشديد لنحمي أنفسنا وأبناءنا من الإصابة، في نفس الوقت لايمكن الاستسلام للأخبار السيئة لا بل المرعبة عنه.
لنتذكر أن سيدة عمرها فوق التسعين عاما أصيبت بكورونا ونجت، لنتذكر أن كثيراً من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات أصيبوا وكانت النجاة تنتظرهم. الأمراض المزمنة والاوبئة لم تنه الحياة يوما، وكما قاوم الانسان الحروب والفقر يقاوم أيضاً الأوبئة.. والأوقات الصعبة تمضي.. وما يجعلنا أكثر قوة لمواجهتها تعاوننا وتعاضدنا.
عين المجتمع – لينا ديوب