الإفلاس

ثورة أون لاين – خالد الاشهب:

هو التوحش عينه الذي يراه كارل ماركس درجة هي الأعلى في سلم تطور الرأسمالية وتراكماتها, والتوحش ليس أنياباً وأشداقاً مفتوحة فحسب، وليس التهاماً وابتلاعاً فقط، بل هو أيضاً سقوط أخلاقي مدو عند الكائنات البشرية حين تبلغ مبلغ الشبق الأعمى في افتراس الآخرين.. حتى دون جوع أو حاجة أو عطش!

هو التوحش الرأسمالي الذي يجعل دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية، يلتف حولها ويتحالف معها الكثير من الدول والحكام في أربع جهات الأرض انسجاماً أو ولاء أو نفاقاً سياسياً، تسمي أقرب هؤلاء الحلفاء إليها باسم «الأعداء»، وفق ما كشفت عنه الأوراق والوثائق التي نشرها ادوارد جوزيف سنودن المستشار في وكالة الأمن القومي الأمريكية السابق والمنشق الهارب في روسيا حالياً، ووفق الصدمة التي فتحت فاه المستشارة الألمانية على آخره حين علمت بتوصيف شعبها وبلادها، كما الشعوب والبلدان الأوروبية الأخرى، في العقل الرأسمالي السياسي الأميركي، وبالتالي في الوثائق الأميركية المتداولة سراً بين أخاديد هذا العقل ومنحنياته.. وأتساءل هنا : ترى أي تسمية إذاً يطلقها هذا العقل على العرب حين يتداول أمرهم سراً وفي الوثائق.. إذا كان يحتقرهم علانية ؟‏

هذا جانب أخلاقي، أراه هو الأهم، في ما تداعت إليه فضيحة التجسس الأميركية التي كشفها سنودن قبل أن يطلق ساقيه للريح، إلى جانب الأسرار والمخططات التي باتت مفضوحة، وكذلك الحريات العامة والفردية وقد باتت مهدورة في بلد يدعي الصلاة قياماً وقعوداً عند مذبح الحرية وحقوق الإنسان، بل ويشن الحروب ويقتل البشر ويدمر البلدان تحت عناوينها!‏

حضور العقل البشري يعني بالضرورة حضور منظومة أخلاقية تتفاوت سمواً.. لكنها في النهاية مرتبطة مباشرة بهذا العقل، إذ لا منظومات أخلاقية لدى الحيوانات، وحده العقل البشري تعرف إلى الأخلاق بمعناها الفلسفي من حقوق وواجبات ومسؤوليات، تعلمها.. عمل على هديها لأنه بشري ولأنه أراد أن يتميز بها بوصفه إنساناً ومخلوقاً عاقلاً، فإذا توحش هذا العقل ارتد إلى الحيوانية وانحط أخلاقياً والعكس صحيح.. ورأسمالية أميركا اليوم بلغت التوحش والافتراس فانحطت أخلاقياً!‏

لكن السؤال الأهم.. إذا كان الأميركيون أنفسهم يداخلهم الشك والريبة في ما تنحو إدارة بلادهم نحوه، والأوروبيون مثلهم مصدومون وعلى طريقة المستشارة ميركل.. فلماذا يراوح الكثير من العرب حتى اليوم في هامش الحلم الأميركي الوردي.. هامش الحرية وحقوق الإنسان المحفوظة، وهم يعلمون أن أميركا تتسلل حتى إلى مخادعهم وحجرات نومهم؟‏

رأسمالية أميركا بلغت ذروة توحشها، وانحطاطها الأخلاقي بلغ حضيضه، فأي نوع من الإفلاس أعلنته المدينة الصناعية الأميركية الكبرى ديترويت قبل أيام؟‏

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية