لا يعتقد أن ميليشيا “قسد” التي تسيطر على أراض في الجزيرة السورية بقوة السلاح والإرهاب تحت العباءة الأميركية، تختلف عن بقية التنظيمات الإرهابية التي سرحت ومرحت في السنوات السابقة في هذا الجزء المهم من الأرض السورية، من حيث أنها ليست سوى أداة رخيصة بيد الأميركي يستخدمها في الوقت الحالي في محاولة منه لتعكير الجو السوري العام المتجه نحو الصفاء، وسيتركها لمصيرها المحتوم عند أي مفترق طرق عندما تحين لحظة الحقيقة التي يعرفها قبل غيره.
ومن المعروف لدى الجميع أن واشنطن ستبقى ترعى هذه الميليشيا كرعايتها لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، إلى أن تستنفد كل إجرام هذه التنظيمات وإرهابها بحق السوريين، سواء كل بقتلهم وسفك دمائهم الطاهرة، أم بنهب ثرواتهم الحضارية والنفطية، أم بتدمير بناهم التحتية، وبعدها إما أن تعيد تدوير هذه الأدوات الرخيصة بشكل وصيغة أخرى، أو أنها ستتركها تدفن هي أوهامها في الأرض السورية.
إذاً فلا عقود النفط التي تتم بشكل مناف للقانون الدولي، ولا القواعد العسكرية الأميركية غير الشرعية ستدوم في سورية التي تتجه نحو التعافي من لوثة الإرهاب، بفضل تضحيات جيشنا العربي السوري البطل واستعداده الدائم لتقديم المزيد لإتمام مهمته الوطنية والدستورية بتحرير كامل التراب السوري، واستكمال ذلك بتنفيذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، كما في انتخابات مجلس الشعب الذي يعقد هذه الأيام أولى جلسات دوره التشريعي الثالث.
ومهما استقدمت القوات الأميركية المحتلة من تعزيزات عسكرية ولوجستية من العراق بشكل مخالف للقوانين والأعراف الدولية، لا يمكنها أن تحمي وجودها ولا جنودها ولا أدواتها الإرهابية، أمام الهبّة الشعبية لأبناء المنطقة، والتي بدأت بوادرها تظهر منذ عدة أيام بتصعيد مقاومتها للميليشيا الانفصالية والقوات الأميركية، وستتحرر جميع ربوع سورية بهمة جيشها البطل وأبنائها الغيارى عاجلاً غير آجل، من جميع التنظيمات الإرهابية والقوات الأجنبية الداعمة لها.
نافذة على حدث – راغب العطيه