الثورة أون لاين- باسل معلا:
شهدنا يوم أمس اتخاذ مجلس الوزراء المكلف تسيير الأعمال تأجيل افتتاح المدارس ليوم الأحد الموافق 13 أيلول القادم، وذلك بعد اطلاعه على البروتوكول الصحي المقدم من وزارة التربية للعام الدراسي الجديد بكل مراحله وآليات تطبيقه للتصدي لوباء كورونا، ويوجه المعنيين في وزارة التربية والجهات التابعة لها بتكييف الخطة الدراسية وفقاً لذلك والالتزام بالخطة المقترحة من الوزارة لتعويض الفاقد التعليمي ومراعاة الاشتراطات الصحية كافة.
هذا القرار جاء في محله كما أنه متجاوب مع المنطق والمصلحة العامة، وهو يدل على مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها، وهو أمر ليس بجديد وبالتالي فإن القرار ومن المؤكد أنه سيلقى رضاً وقبولاً من الجمهور الذي كان متخوفاً من احتمال بدء العام الدراسي كما كان مقرراً مع بداية الشهر القادم.
البعض يتساءل عما إذا كانت مدة الثلاثة عشرة يوماً ستحدث فرقاً فيما يتعلق بالمخاوف من انتشار الفيروس وارتفاع عدد الإصابات والإجابة أعتقد أن المعني فيها هم المعنيون في الفريق الحكومي المكلف بمتابعة واقع انتشار فيروس كورونا والمعنيون في وزارة الصحة والجهات التابعة لها، وربما أنا كإعلامي متابع للواقع الصحي قبل وخلال مرحلة فيروس كورونا، ربما أستطيع القول: إن هذه المدة فارقة فأغلب الأطباء والاختصاصيين المتابعين لواقع انتشار الفيروس يؤكدون أننا نشهد اليوم تراجع الخط البياني لانتشار المرض وعدد الإصابات بدأ بالتراجع يومياً حيث كان المشفى الواحد يستقبل يومياً مايزيد عن خمسين إصابة أو حالة مشتبهاً فيها، أما اليوم فالعدد لا يتجاوز خمس حالات كحد أقصى..
الاختصاصيون أكدوا أيضاً أن شدة الإصابات قد تراجعت إلى حد كبير، وأغلب الإصابات تكللت بالشفاء حتى بالنسبة للأعمار الكبيرة والمصابين بالأمراض المزمنة، وتفسير ذلك علمياً يعود لأن الفيروس قد تعرف على DNA الخاص بالبشر، وبالتالي أصبح أقل خطراً وضراوة، ناهيك عن تطور مناعة المصابين تجاهه مع العلاج الذي أصبح أكثر فعالية وتطوراً ودراية.
يبقى التساؤل الآن: ماذا بعد المدة التي حددت لبدء العام الدراسي..؟
الاختصاصيون يؤكدون أنه لا خيار أمامنا كسوريين سوى التأقلم مع انتشار الفيروس وعودة الحياة لمسارها، وخاصة أن المدة التي سيبقى فيها الفيروس منتشراً طويلة وقد تستمر لسنوات، وبالتالي يجب أن نتمسك بالوعي والتدابير الوقائية والاحترازية بحزم ومسؤولية، ويكفي ما تعرضنا له من خسارة فاجعة بفقدان أكثر من ستين طبيباً من خيرة أطبائنا وهم يقدمون الحياة والعلاج للمصابين.