ينعقد اليوم في جنيف اجتماع لجنة مناقشة الدستور بزخم إعلامي ودولي أقل مما اعتدنا عليه عندما كانت المؤتمرات الدولية الخاصة بالأزمة في سورية تخطف الأضواء وتتبناها الوسائل الإعلامية العالمية، وكان الحدث سيغير العالم بلحظات أو يتوقف مصيره على القرارات الصادرة عن هذه المؤتمرات وهذا طبعاً عندما كانت الأهداف والغايات الإعلامية لتغطية المؤتمر تختلف ولو قليلاً عما أضحت عليه اليوم…
فتسليط الأضواء وبكثافة على الوضع في سورية اليوم يعكس مباشرة حجم الشراكة الغرببة في كل معاناة أو مأساة تمر على السوريين، بدءاً من العقوبات الاقتصادية مروراً باحتلال أميركا لمنابع النفط، وليس انتهاء بغطرسة اردوغان وتعطيشه حوالي مليون إنسان في الحسكة واستمرار الأعمال الإرهابية والتي قد تكون سبب تفجير خط الغاز العربي في ريف دمشق وقطع الكهرباء كاملة عن سورية، في الوقت الذي تحتاج فيه المشافي والمراكز الصحية للعمل بالطاقة القصوى بسبب وباء كورونا!!
وسط هذا كله تنظر المبادرات السياسية والتغطيات الإعلامية لها بعين واحدة ولاترى اليوم سوى جداول أعمال مسبقة الصنع تتحدث عن مناقشة وتعديل لمواد في الدستور، دون أن تلامس الواقع الحالي بما يحوي من معاناة انقطاع المياه عن السوريين والكهرباء وعودة التفجيرات والحصار الاقتصادي إضافة إلى فايروس كورونا.. أما وسائل الإعلام التي كانت في بداية الأزمة وأوج المؤامرة علينا تلتقط أنفاسنا وتعيد تصنيعها في البث المباشر.. هي اليوم أذن من طين في نقل معاناة السوريين.
بقعة ساخنة – عزة شتيوي