الثورة أون لاين -بقلم أمين التحرير:ديب علي حسن:
من يتابع نشاط الإدارات الأميركية قبيل انتهاء الحرب الباردة, وتفكك الاتحاد السوفييتي, وزعم واشنطن أنها حققت انتصاراً ما, فسيجد أن الهم الأساسي والشغل الشاغل لهذه الإدارات, قبل وبعد سباق التسلح, عقدت واشنطن ووقعت معاهدات كثيرة معظمها يصب في خانة الحد من انتشار التسلح, والأسلحة النووية, ويبدو أن توقيعها عليها لم يكن إلا خدعة أرادت منها أن توهم من ينافسها أنها قد تخلت عن سباق التسلح .
والدليل على أنها خدعة عملها على الانسحاب من معظم الاتفاقيات التي وقعتها, سباق تسلح, التخلص من الأسلحة الكيماوية, تقليص عدد الصواريخ, وغيرها الكثير الكثير, واليوم تثبت من جديد أن هوسها بالسلاح والهيمنة على العالم لم يتغير, إذ تعمد إلى نصب صواريخ بالقرب من الحدود الروسية, ولا تكتفي بذلك, بل يعمد طيرانها الاستطلاعي إلى استفزاز الجانب الروسي .
تضيف إلى ذلك واشنطن ابتزاز حلفائها في الناتو من خلال تصوير قوة روسيا على أنها متوحشة تريد ابتلاع اوروبا , وبالوقت نفسه يعمد ترامب إلى التلويح بالانسحاب من بعض الدول الاوروبية, سحب قواته, وهذا ليس إلا ماروغة وابتزازاً أيضاً حتى لحلفائه, كل شيء مسخر لديه من أجل سيطرة أميركا ونزعتها العدوانية .
واشنطن تعود إلى تنشيط سباق التسلح من جديد, وهي التي لم تتوقف عنه لحظة واحدة, لكنها اليوم تكشف وجهها القبيح أكثر بصفاقة من يعرف أنه غير مرغوب به في أي مكان من العالم, وليس أمامه إلا المزيد من القوة لفرض هيبته, وحتى هذه لن تجدي نفعاً .