بمناسبة اقتراب بداية العام الدراسي، واستعداد ملايين التلاميذ للذهاب إلى مدارسهم، نأمل أن تخصص الجهات المعنية في وزارة التربية، بعض رسومات الراحل الكبير ممتاز البحرة، في مناهجها المدرسية الجديدة.
ولقد قامت مديرية تربية دمشق مؤخراً، بطباعة لوحات للفنان الراحل نذير نبعة، مع لمحة عن تاريخه الفني والإبداعي الحافل، وعرضتها في المدرسة التي تحمل اسمه في المزة، على أمل أن تستكمل هذه الخطوة بخطوات تشمل بقية المدارس التي تحمل أسماء الفنانين التشكيليين الرواد، من أمثال محمود جلال ونصير شورى.. حتى يتعرف تلاميذ المدارس على أعمال بعض رموز الفن التشكيلي السوري، ويستفيدون من هذه الأعمال في خطوات إنجاز لوحات معارضهم المدرسية، وهذا سيساهم في تنمية حساسيتهم البصرية، ويعمل على تغذية ثقافتهم البصرية والروحية، ومن جهة أخرى نأمل أن تتم الاستفادة من الخبرات الناتجة عن اعتماد لوحات بعض الفنانين السوريين كأغلفة للكتب المدرسية، وتجاوز الأخطاء التي وجدناها في مراحل سابقة، ومن ضمنها وضع لوحات تجريدية على أغلفة بعض كتب الصفوف الابتدائية، فهذه اللوحات غير مناسبة كأغلفة حتى لطلاب الثانوية، لأنها تحتاج لمعرفة دقيقة بما جرى في العالم من تحولات وانعطافات فنية، منذ نهاية العقد الثالث من القرن التاسع عشر، أي منذ إعلان الثورة الانطباعية، بزعامة كلود مونيه، مروراً ببول سيزان، الذي أعطى المتانة للانطباعية، متبعاً التشكيلات الهندسية، التي مهدت الطريق أمام بابلو بيكاسو، ليقود أعظم ثورة عرفها الفن الحديث، حين قام بتحطيم الشكل عام 1907 بلوحته الشهيرة ” آنسات أفنيون” ليدخل بعدها، إلى جانب جورج براك، المرحلة التكعيبية، وصولاً إلى ولادة الاتجاهات التجريدية والدادائية والعبثية، وكل ما تفرع من مدارس واتجاهات وتيارات.
رؤية ـ أديب مخزوم