ماذا بعد ..؟ وإلى أين.. ومتى؟
ما إن تنتهي مشكلة ومعاناة حتى تبدأ مشكلة ومأساة أخرى في الحسكة نتيجة ممارسات قوات الاحتلال التركي والأميركي والمجموعات المسلحة والمرتزقة والمرتهنين لهما بدءاً من قطع المياه عن المدينة وقبلها حرق الأراضي المزروعة بالقمح ثم الاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة مروراً بخطف الشبان للتجنيد الإجباري في صفوف المجموعات المسلحة.
ماذا بعد ؟ سؤال مشروع إزاء ما يحدث يومياً من وقائع تستهدف حياة المواطن في كل المجالات المعيشية والخدمية والاجتماعية والتربوية.
ماذا بعد .. عندما يتم طرد العمال من محطة مياه الحمّة بهدف منع وصول مياه الشرب إلى الأهالي في مدينة الحسكة ..؟
وماذا بعد ..عندما يتم اليوم وقبل بدء العام الدراسي الجديد إغلاق 118 مدرسة ثانوية في مناطق سيطرة قسد ومنع تدريس المنهاج الحكومي؟.
وماذا بعد ..عندما تصل الأمور إلى الاستيلاء حتى على مدرسة ثانوية المتفوقين في مدينة الحسكة؟!.
صحيح أن الحرب العدوانية على سورية وتداعياتها تسببت بالكثير من الآثار والتبعات على جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمعيشة إلا أن الجانب التربوي تحديداً كان الأهم والأكثر خطورة والأكثر تعرضاً للهجوم والضرر، فقد دفع قطاع التعليم في محافظة الحسكة ثمناً كبيراً وتسببت الحرب العدوانية على سورية في تصدعه وألحقت به الكثير من الويلات، لكن يبدو أن واقع الحال في مدارس الحسكة هذا العام سيكون الأسوأ نتيجة الممارسات الجديدة ولاسيما إغلاق عدد كبير من المدارس والاستيلاء عليها من قبل قسد. وبالعودة إلى ما قامت به منذ عام ٢٠١٣ بالاستيلاء على عدد كبير من مدارس المحافظة التي كان عددها يتجاوز (٢٥٨٠) مدرسة ولم يبق منها سوى أقل من (١٨٠) مدرسة إضافة إلى منع تدريس المنهاج حتى في المعاهد الخاصة وملاحقة المدرسين، والتوعد بمحاسبتهم في حال تعليمهم المنهاج الحكومي في مناطقهم ما أدى ذلك إلى حركة تسرب كبيرة إضافة إلى عزوف الكثير من الطلاب عن التعليم .. كل ذلك جعل عشرات الطلاب يذهبون إلى المدارس الخاصة التي تدرّس المنهاج الحكومي رغم تكاليفها.
ماذا بعد .. وإلى متى .. وهل ننتظر الماء والهواء من الذين يتنفسون الهواء من خارج الجسد الوطني وركبوا الموجة المعادية لسورية والسوريين!.
الكنز – يونس خلف: