التوأم الاصطناعي لكل كائن بشري.. هذا مايتحدث عنه العالم في المستقبل القريب، وفي حال أصبحت الروبوتات ملازمة للإنسان مع تطور التكنولوجيا مالذي يمكن أن تقدمه للبشرية..؟!! وهل سنصل إلى يوم تجد فيه زميلك في العمل روبوت يتفوق عليك بالذكاء الاصطناعي ..؟؟!!
الروبوت (هيلوغراف) تجربة الـ (واشنطن بوست)، استطاع هذا الروبوت إنجاز ٨٥٠ موضوعاً صحفياً خلال عام، كما وظفت (نيويورك تايمز) تقنية الذكاء الاصطناعي في إدارة تعليقات القرّاء وتبسيط العملية الصحفية باستخدام الكلمات المفتاحية وتسريع عمليات البحث واستخراج المعلومات والتحقق من الأنباء، وبقية الصحف والوكالات (رويترز، الجارديان، لوموند…) تعتمد برمجيات الكتابة الآلية على قاعدة بيانات من النصوص المعدّة مسبقاً لإنتاج النصوص بأقصى سرعة ممكنة…
كل هذه التقنيات والبرمجيات قد تُعلن تفوّقها بالسرعة والدقة في إنتاج الأخبار بالاعتماد على الخوارزميات من البيانات المنظمة دون تدخل بشري، ولكن الأخبار الإنسانية والقصص الحياتية لايمكن لأي برنامج حاسوبي أن يغطيها ويدخل في تفاصيل انفعالاتها وتفاعلاتها، فالذكاء الاصطناعي لايشمل الذكاء العاطفي والاجتماعي، فالتعاطف والقدرة على سبر أغوار النفس الإنسانية والاستماع إلى هموم ومشكلات الناس وتصويرها وتقديمها بتساؤلات وفضول بشري يعجز عنها أي روبوت أو برنامج حاسوبي.
المشكلة التي تواجهنا أيضاً مع الروبوتات الإعلامية هي عملية البرمجة التي تسبق مخرجات العمل الصحفي المطلوب، فإن المعطيات أو المعلومات المدمّجة التي يتم تزويد الروبوت فيها ستحمل في طياتها سياسات معينة للمؤسسات أو الدول التي تتحكم في كل القرارات العالمية، وبالتالي ستأتي نتائج العمل الصحفي لخدمة مصالحها، وستبقى قضية التزييف الإعلامي والتضليل والهيمنة وغيرها من مفرزات الإعلام العالمي…
الصحافي الروبوت بعيد عن الأسلوب القصصي والإنساني، وبياناته لن تخضع للمعايير الأخلاقية الصحفية، ومهما حاول المبرمج تقديم تلك المعايير ستبقى موسومة بأفكار وتحيّز المؤسسات الإعلامية التابعة لها.
تحديات كبيرة تواجه العمل الصحفي سواء كانت بفعل الذكاء الاصطناعي أم الذكاء الإنساني، ويبقى الرهان والتحدّي الأكبر في الاستمرار بالعمل الإعلامي عبر الالتزام بأخلاقيات وأسس العمل الصحفي…
رؤية – هناء الدويري