الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم :
يوما بعد يوم تتكشف مدى قذارة الحرب العالمية التي لا تزال تستهدف سورية شعبا ودولة وارضا، حضارة وثقافة وهوية.
إنها الحرب المجرمة لا تستثني أحدا ولا تقتصر على جانب واحد من الحياة. تريد أن تقضي على كل شيء.
واستكمالا لما تكشف سابقا عن تورط الحكومات الأمريكية والغربية بهذه الحرب القذرة ضد سورية وفضح وسائلها العبثية في إحداث التخريب الممنهج في سورية.
فقد كشفت وثائق مسربة نشرها موقع “ذي غري زون” الإخباري المستقل كيف تلاعبت المخابرات الغربية بوسائل الإعلام العربية والعالمية بهدف صناعة تغطية إعلامية مضللة بشأن الوضع في سورية والحرب عليها.
وأوضح الكاتب نورتون في مقال نشره الموقع تحت عنوان “وثائق مسربة تكشف عن عملية دعائية ضد سورية واسعة النطاق شنها متعاقدون حكوميون غربيون ووسائل إعلام” أن الوثائق المسربة تظهر كيف طور متعاقدون في الحكومة البريطانية بنية تحتية متقدمة للدعاية الهادفة إلى تحفيز الدعم في الغرب للتنظيمات الإرهابية في سورية تحت مسمى “معارضة مسلحة” للتسويق لها من قبل شركات العلاقات العامة المدعومة من الحكومات الغربية.
وقال الكاتب تكشف الملفات المسربة كيف تلاعبت المخابرات الغربية بدور وسائل الإعلام وصاغت بعناية تغطية إعلامية باللغتين الإنكليزية والعربية للحرب على سورية لخلق تيار مستمر من التغطية المؤيدة لما تسمى “المعارضة” ، إذ قام المتعاقدون الأمريكيون والأوروبيون بتدريب وتقديم المشورة لقادتها على جميع المستويات كما نظمت مقابلات معهم على وسائل الإعلام الرئيسة مثل “بي بي سي” والقناة الرابعة في المملكة المتحدة إضافة إلى تدريب أكثر من نصف المراسلين الذين استخدمتهم قناة الجزيرة القطرية في سورية في برنامج “بسمة” وهو برنامج مشترك بين الحكومة الأمريكية والبريطانية، وأنتج المئات مما يسمى نشطاء إعلاميين تابعين لما تسمى “المعارضة”.
وبين الكاتب أن الوثائق المسربة كشفت كيف أثرت شركات العلاقات العامة الحكومية الغربية في الطريقة التي غطت بها وسائل الإعلام الأحداث في سورية كما كشفت عن إنتاج أخبار مزيفة ودعائية لبثها على شبكات التلفزة الرئيسة في المنطقة بما في ذلك “بي بي سي” وقنوات العربية والجزيرة وأورينت وغيرها، اذ عملت هذه الشركات الممولة من الحكومة البريطانية بشكل متواصل لإنشاء علاقات عامة للإرهابيين تحت مسمى “معارضة”.
ونقل الكاتب وفق الوثائق المسربة عن أحد المتعهدين ويدعى “ان كوسترات” إنه كان على اتصال دائم بشبكة تضم أكثر من 1600 صحفي ومؤثر دولي واستخدمهم للترويج لنقاط الحديث المؤيد للإرهابيين في سورية، بينما قام مقاول حكومي غربي آخر ويدعى ارك بصياغة استراتيجية “لإعادة تصنيف” التنظيمات الإرهابية في سورية بهدف تلطيف صورتها أمام الرأي العام والتسويق لها.