الثورة أون ﻻين- آنا عزيز الخضر:
الإمكانات المحدودة التي صنعت بها الأعمال السينمائية السورية، وتوجت بإيمانها برسالتها، أهلتها كي تكون دوماً في مقدمة الأعمال الفنية، حتى على المستوى العالمي، وإن تعددت المنافسات وكثرت ودعمها الإنتاج البزخ والضخم ..
حقيقة بارزة نراها ترافق هذه الأعمال في المحافل الدولية والمهرجانات الكثيرة، وميزة تكاد تلازم الأفلام السورية، وذلك لكثرة الجوائز التي تنتزعها وسط أقوى المنافسات الفنية.
من هذه الأعمال كان عمل «مزاجة» الذي حصل على المركز الثاني في مهرحان غوتنبرغ للفيلم العربي المنعقد مابين 15الى 20 ايلول في السويد بدورته الثانيه فئة الفيلم الوثائقي.. الفيلم سيناريو واخراج «ثائر ابراهيم» انتاج خاص وهو ثاني فيلم للمخرج، بعد فيلمه الاول (التوازي) من إنتاج المؤسسة العامة للسينما،شارك الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية المتميزة …
«مزاجة» هو الفيلم القصير الذي استطاع ورغم وجود الكثير من الأفلام في المهرجان، ان يحصل على جائزته، وهو مزيج من التجريبي والوثائقي والروائي، وإن شارك في المهرجان، فضمن فئة الفيلم الوثائقي، حيث يحكي عن الشباب السوريين وطموحاتهم وآمالهم، فتظهر التجارب الواقعية بلسان حال أصحابها…
حول هذا الفيلم، حدثنا المخرج «ثائر ابراهيم» قائلاً عن قصته وعوالمه:
«قصة الفيلم تحكي عن شاب سوري، يعاني من الأرق نتيجة عجزه عن تحقيق أحلامه.. مابين حلم اليقظة والولوج في الحلم الحقيقة، يمر شريط ذكريات هذا الشاب ومعاناته بألوانها العديدة، الفيلم هو مجموعة لقطات مأخوذة لدمشق ولريفها ، حيث تشكل اللقطات والمشاهد الحلم وشريط الذكريات للشاب الذي يسعى طوال الفيلم الى حياته، ويتحدث عن كل ماحصل معه مجسدا احداثه عبر عﻻقته بالمكان.. الفيلم تجريبي وثائقي.. هذا النوع من الافلام ﻻتعتمد على الوحدة الدرامية، التي نراها في الافلام الروائية ، اما الشخصيات الاخرى ، فهي مرتبطة بذاكرة بطل الفيلم، الذي يحلم.بكل تلك العوالم … متل راقصة الباليه حبيبة البطل.. الصياد هو البطل نفسه. المراة المنقبة و طفلتها التي نراها على المنفسة .. كلها شخصيات ، اثرت على حياة بطل الفيلم وكانت سبب فشل احلامه ، وارتبطت بشكل او بآخر باحداث الحرب، وقد ارتبط الفيلم بالواقع بشكل وثيق، فهو عمل واقعي، وتبرز هذه الميزة من خلال الراوي.. و هو لسان حال بطل الفيلم.. .
القضية الأساسية التي اهتم بها العمل ، هي قضية الشباب وبأسلوب له خصوصيته، حيث يبرز حال الشباب كما يعيشون، وقد ركز عليهم بدقة وبآليات تنقل صعوبات حياتهم ومعاناتهم وتجاربهم كما هي . نعم، لقد تمحورت قصة الفيلم حول الشباب والصعوبات التي تعترضهم ويواجهونها لتحقيق طموحاتهم، وذلك نتيجة الحرب الدائرة منذ سنوات.
العمل حمل أكثر من أسلوب ، لكنه شارك في المهرجان عن فئة الوثائقي. ذلك أن الشباب هم من شاركوا برواية التجارب التي عاشوها.
هنا، ﻻبد أن أشكر جميع من ساعدني لإنجاز العمل من هؤﻻء الشباب المتطوعين، ممن لم يوفروا جهداً أدائياً ودعماً تقنياً في العمل إﻻ وساهموا فيه»…الممثلون مازن عباس، ميسا حمود، يوسف شاكر، عزالدين بكر، احمد الصالح، بشار الضللي