ثمة شيء تتوه عن فك شفرته إلى الآن..
بينما تتحدث عن جمالية جعل الأشياء تستغرق وقتها الكامل وصولاً إلى النضج، عيش تفاصيلها بكل تأمل وتروٍ، يتحدث الآخرون عن فرصة عيش الآني واللحظي..
فلِمَ انتظار الغد وعيش القلق والخوف..؟
فالمتع لا تؤجل..!
مجرد أحاديث عابرة.. وكل عابر لا يعول عليه..
لكنها سمة عامة، أصبحت تطبع حياةً بأسرها الانتقال من حديث لآخر بسرعة موجات “الافتراض” وما تحمله أمواج الأزرق ممن يطلق عليهم أصدقاء..
هل صحيح أن أفكارهم وما يطلقون من عبارات ستغدو عابرة بمجرد تلفظّهم بها..؟
لِمَ لا تكتسب ميزة مرونتها ولحظيتها..
وتبرق تلك الفكرة في رأسها..
بنفس إيقاع تقلّبات أهواء “الافتراض” وذويه، ستجعل إيقاع يومياتها..
ألن تحوّل نفسها بذلك إلى نسخة تتشابه وعديد النسخ المتشابهة حدود التطابق..؟!
ارتعبت من الفكرة..
لطالما نفرت من نسخ فوتوكوبي تنتشر بمختلف جهات ذاك “الافتراض”..
الفروق تنعدم بحضور ذهنية يتم استنساخها وفق أهوائه..
السرعة والاستعجال سيدا الموقف..
من يمتلك ميزة نحت بصمات خاصة على أثير “الأزرق”..؟!
ذاك الأثير الذي تبدو إحدى أبرز مسلّماته التعارف “عن بُعد”، كما الصداقة “عن بُعد”، وحتى الحب “عن بُعد”..
كل شيء بات يُقاس بمقدار ما يؤمّن لك من “بُعد”..
ليست من أنصار الوقوف على الأطلال ولا ترغب بعيش حالات مغرقة في رومانسيتها، لكنها لا تستوعب آلية عمل ذهنية تحرق مراحل وتفاصيل التعارف “الآدمي”، الذي أميز ما فيه أن يكون ذا رائحة تغلّف صاحبها كما لو أنها بصمته التي تكتشف عن طريق حاسة الشم..
وماذا عن بصمة “العين” ونظراتها..؟
تلك التي لا تُكشف إلا عن قرب..
وتُعيد على مسامع نفسها أن كل ما يُبنى على عابر، آني، ولحظي، لا يعوّل عليه..
فأبناء “الافتراض” من أحاديث، لا تُنجب سوى الوهم.
رؤية- لميس علي