يستغرب البعض قيام الولايات المتحدة الأميركية بكل هذا الكم الهائل من الجرائم ضد الإنسانية، وغزوها الشعوب وقتلها الأطفال بدم بارد، وحصارها للأمم وتجويع أبنائها دون أدنى شعور بتأنيب الضمير من قبل مسؤوليها.
ويستغرب هؤلاء حتى ممارساتها العنصرية ضد مواطنيها الملونين، وقتلهم وسحلهم في شوارع مدنها، مثلما شاهدنا آلاف الصور بعد مقتل (جورج فلويد) ذي البشرة السمراء، لكن هذا البعض لم يسأل نفسه السؤال البديهي: هل هذا غريب على دولة قامت أساساً على إبادة الهنود الحمر، واستخدمت السلاح النووي ضد الآخرين، وهي رقم واحد في العالم باحتلال الدول وإبادة شعوبها؟!.
وعلى القاعدة ذاتها يستغرب البعض أيضاً صدور خطاب الكراهية والعنصرية ضد الآخرين، الذي يتبناه الإعلام التركي التابع لنظام أردوغان، والذي يدور في فلك أحلامه وأطماعه، وتوجيهه ما يزيد عن 5500 خطاب كراهية خلال العام 2019 ضد الأرمن والسوريين، دون أن يسأل البعض نفسه أيضاً: هل هذا الأمر غريب على نظام لم يترك جريمة ضد السوريين وغيرهم إلا وارتكبها؟!.
إن الحقيقة الساطعة الوحيدة، التي يمكن لنا البوح بها، ومن غير تردد، أن خطابات الكراهية والعنصرية التي يبثها النظامان التركي والأميركي ليست غريبة عن طبيعتهما العنصرية والإرهابية، فهما من يحتل أراضي الآخرين، وتغزو قواتهما المحتلة دول عدة بآن معاً، وترتكب كل أنواع الجرائم بحق الإنسانية.
وفوق هذا وذاك فإن خطابات الكراهية من قبل إعلام النظامين العدوانيين تُمارس حتى على مواطني أميركا وتركيا ممن يعارضون سياسات البلطجة والغطرسة والإرهاب والعدوان، ناهيك عن ممارسة إعلامهما الدجل والتضليل من أجل الوصول إلى تحقيق أجندات النظامين المشبوهة في منطقتنا والعالم، لهذه الأسباب لا تستغربوا كل هذه الكراهية الصادرة عنهما!!.
بقلم مدير التحرير أحمد حمادة – من نبض الحدث