نظام إرهابي دموي

اللافت في التوتر الحاصل بين أرمينيا وأذربيجان أن جميع القوى الدولية تدعو لوقف الاقتتال الدائر وعدم التصعيد، والعمل على حل النزاع عبر الحوار والمفاوضات، باستثناء النظام التركي الذي يحرض على استخدام القوة واللجوء إلى الخيار العسكري، وهذا ليس مفاجئاً، ولا يثير أي استغراب، نظراً لنزعة الإجرام التي تتملك عقلية هذا النظام الدموي، والعالم بات يعلم هذه الحقيقة جيداً، ولكن لماذا يغرد متزعمو هذا النظام وعلى رأسهم اللص أردوغان خارج السرب الدولي؟ وهل بمقدوره مواصلة اللعب على وتر خلق الفوضى والنزاعات لإعادة عهد الإمبراطورية العثمانية البائدة كما ترسم له مخيلته؟ أم هو جزء من مخطط كبير تديره أجهزة الاستخبارات الأميركية والصهيونية، ودوره إثارة الفوضى والدفع بالمنطقة نحو المجهول في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يشكل رأس حربة فيه؟
مسألة إذكاء نار الحرب بين البلدين الجارين “أرمينيا وأذربيجان” تعد بمنزلة حقل تجارب جديد يستعرض فيه أردوغان عضلاته في سياق جنوحه المحموم نحو العمل على توسيع أطماعه الاستعمارية وتثبيت أقدامه في منطقة القوقاز، بعدما أدرك حتمية فشل مشاريعه الاحتلالية في سورية وليبيا والعراق والمتوسط، حيث جميع أوراقه تحترق تباعاً، هو يريد امتلاك أوراق ضغط في تلك المنطقة لمقارعة الروسي ومحاولة ابتزازه في ملفات إقليمية أخرى، والخارجية الروسية أكدت أن الموقف التركي من النزاع الحاصل كان متوقعاً ومعروفاً، وهذا الكلام مبني بكل تأكيد على حسابات سياسية تدركها موسكو جيداً، كذلك يريد من وراء إرسال مرتزقته الإرهابيين في سورية وزجهم في جبهات القتال هناك، إعطاء إشارة ضمنية لروسيا بإمكانية تسللهم إلى داخل الحدود الروسية، وهذا الأمر في حال حدوثه سيثلج صدر الأميركي المتربص، ما يعني أن أردوغان لم يكن يوماً خارج اللعبة الأميركية القذرة.
نزعة الحقد والكراهية المتجذرة في نفوس العثمانيين الجدد تجاه الشعب الأرميني، يظهرها نظام أردوغان اليوم بكل صفاقة، ولعل تفرده بالتحريض على تأجيج نيران الحرب، تشوبها رغبة انتقامية جامحة من أرمينيا بسبب قضية الإبادة الجماعية التي اعترفت بها معظم دول العالم، وربما يكون هدف هذا النظام من معارضته لكل دعوات التهدئة، والدفع نحو تأزيم الأوضاع، هو امتلاك ورقة ابتزاز يشهرها في وجه الدول المطالبة بالحل السياسي كي تتخلى عن اعترافها بمجزرة الإبادة الجماعية التي ارتكبها السفاحون العثمانيون بحق الأرمن.
منذ انخراط نظام أردوغان بالحرب الإرهابية على سورية، ودعمه للتنظيمات الإرهابية على مختلف أشكالها وتسمياتها، بدا واضحاً أن رأس هذا النظام قد استمرأ مسألة دعم الإرهاب واستثماره لمصلحة مشاريعه الاحتلالية التوسعية، فهو يكثر من استخدام مصطلح “تركيا وريثة الامبراطورية العثمانية” ويفتخر على المنابر الدولية بجذوره العثمانية، وهذا يفسر مسألة امتهانه سياسة البلطجة والعربدة لإعادة إحياء العهد الدموي لتلك الإمبراطورية البائدة التي قامت على القتل وارتكاب المجازر الجماعية، ونشر الجهل والتخلف في كل المناطق التي كانت تخضع لسيطرتها وقت ذاك، ولكن هذا الواهم سرعان ما ستعيده هزائمه المتلاحقة إلى حجمه الطبيعي، فعجلة التاريخ لا يمكن إعادتها للوراء.

البقعة الساخنة – ناصر منذر

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة