المرتزقة سلاح أردوغان من نزاع لآخر.. هل من موقف دوليّ رادع؟

الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:

المرتزقة سلاح أردوغان الجديد استخدمهم وقود حرب شمال سورية وليبيا واليوم لتأجيج نار الفتنة بين أرمينيا وأذربيجان.

هؤلاء المرتزقة من الإخوان المسلمين والجماعات التكفيرية التي قتلت السوريين “طوال عشر سنوات” باسم الدين ودولة الخلافة سلاح خطير يعكس سادية نظام أردوغان وهمجيته في القتل والتدمير دون أخلاق وأهداف تحقق أطماع سيدها في الهيمنة والسيطرة ونهب ثروات الشعوب.

ويقوم نظام أردوغان الإرهابي بنقلهم إلى مناطق النزاع لاستخدامهم كأدوات قتل وتخريب لغايات ومآرب عدوانية يستغلها في خلق الفوضى التي تشكل البيئة المناسبة لسياساته الخطيرة على أمن العالم واستقراره وهو ما أكده سفير سورية لدى روسيا الاتحادية في حديثه لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء حول الأنباء عن قيام النظام التركي بنقل إرهابيين من سورية إلى منطقة ناغورني قره باغ بالقول: “هذه المعلومات تؤكد بلا شك أن سورية كانت على حق في تحذيراتها المتكررة من أن المجموعات الإرهابية المرسلة لزعزعة الاستقرار فيها على مدى تسع سنوات تشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين ولن تكون سورية محطتهم الأخيرة”، لافتاً إلى أن تلك الوقائع “تتطلب موقفاً دولياً رادعاً إزاء هذه الممارسات التي تتناقض مع قواعد القانون الدولي” كما أكد السفير السوري أن النظام التركي يتحمل المسؤولية الكاملة تجاه تنقل الإرهابيين دون عائق عبر الحدود السورية التركية.

وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أكد تعليقاً على معلومات عن قيام النظام التركي بنقل أعداد من مرتزقته من شمال سورية وليبيا إلى إقليم قره باغ أن قيام بعض الجهات بنقل هؤلاء المسلحين إلى المناطق المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان يشكل خطراً على المنطقة.
ظاهرة المرتزقة من الظواهر التي عرفتها المجتمعات البشرية منذ القدم، وشكلت أداة مهمة من أدوات القتال في الحروب والغزوات، سواء قبل ظهور الدول والجيوش النظامية أو بعدها. وتطور دورها بشكل كبير في العصر الحديث، ولاسيما بعد ظهور حركات التحرر الوطني، إذ وجد الاستعمار مصلحة حقيقية له في الاستعانة بالمرتزقة لضمان استمرار سيطرته على الشعوب الضعيفة ومقدراتها.

والمرتزقة أفراد ينخرطون في القتال مع أحد الأطراف مقابل منافع مالية وليس من أجل قضايا عادلة، ولهذا فإن نشاطهم يفتقر إلى الأسس الأخلاقية والإنسانية والقانونية، والأخطر من ذلك أنهم لا يعيرون أدنى اهتمام لقوانين الحرب وعاداتها، ولا يلتزمون بأي ضوابط أو قيود، فهم يستهدفون المدنيين والأسرى والجرحى والمنشآت المدنية، ويرتكبون أفعالاً تحرّمها المواثيق الدولية.

وعلى الرغم من محاولات المجتمع الدولي في الحد من هذه الظاهرة وتجريمها، إلا أن بعض الدول والأنظمة والحكومات تجد في المرتزقة وسيلة مجدية لتحقيق مصالحها، ولهذا نرى أن للمرتزقة دوراً كبيراً وخطيراً في الحروب والنزاعات المسلحة الدائرة حالياً، والتطور اللافت في هذه الظاهرة أن الكثير من الشركات ولا سيما بعد احتلال أفغانستان والعراق أخذت تتولى هذا النشاط.

إن المرتزقة ونشاطاتهم الخطيرة، ولا سيما تلك النشاطات الإجرامية التي تستهدف الأبرياء والمنشآت المدنية فضلاً عن تهديدهم المباشر لسيادة الدول وأمنها واستقرارها ووحدتها، وعدّ نشاطاتهم عائقاً أساسياً أمام حركات التحرر الوطني، كل ذلك يجعل منهم أشخاصاً خطرين على المجتمع البشري بأكمله فهم يحترفون الجريمة من أجل المال، ونشاطاتهم غير مشروعة ومخالفة للقانون الدولي ومبادئه المستقرة، كمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومبدأ عدم استخدام القوة في العلاقات الدولية، ومبدأ استقلال الدول وسلامتها الإقليمية، وانتهاكهم لحق الشعوب في تقرير مصيرها…إلخ، وبسبب هذه المخاطر فقد بذل المجتمع الدولي جهوداً كبيرة لتحريم هذه الظاهرة وتوصل لبعض الاتفاقيات الدولية فضلاً عن إصدار أجهزة منظمة الأمم المتحدة عدداً كبيراً من القرارات ذات الصلة.

النظام التركي يعتمد على الاستعانة بالمرتزقة والإرهابيين لدعم التنظيمات الإرهابية في سورية وليبيا، ويرسل الإرهابيين إلى ليبيا في محاولة منه لدعم محاولاته التدخل العسكري في ليبيا، وقد ضغط أردوغان على البرلمان التركي من أجل تمرير قراره الرامي إلى إرسال قوات إلى الأراضي العربية الليبية، من أجل دعم ومساندة الميليشيات المسلحة التي تعمل تحت أمر رئيس الحكومة المؤقت فايز السراج، إضافة إلى عرقلة تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
كما يرسل المرتزقة الإرهابيين إلى نارغورني قره باغ لقتال الأرمن الذين عانوا من ظلم وبطش العثمانية، وكأنه يعيد التاريخ، وقد يستخدم هؤلاء المرتزقة في حرب يؤججها مع اليونان. إن الاستفزاز والفجور الأردوغاني في المنطقة والعالم سيزيد التوتر والاضطراب الدوليين، وسيؤخر طرق عمليات النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، ويعطّل مشروعات الازدهار التي تبني البشرية آمالها عليها.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها