الثورة أون لاين- ديب علي حسن:
يروى أن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق كيسنجر قال ذات يوم : ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية العمل على إنهاء أي نزاع في العالم، لكن مصلحتها تكمن في إدارة خيوط اللعبة حيث هي، وتوجيهها بما يخدم مصالحها، قول لا يتناقض أبداً مع الوقائع التي تجري على الأرض والمشهد السياسي في العالم، فما من نزاع بأي بقعة من العالم، إلا ولواشنطن محراك شر يديره ويأخذه إلى الجهة التي تريدها وتخدم مصالحها .
هذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها، وما يجري الآن في مناطق قريبة من الاتحاد الروسي، وإشعال النزاعات هناك ليس أمراً عادياً، ولا عابراً، ولم يأت من فراغ، بل هو ورقة تم العمل عليها من زمن وخطط لها بهدوء وباستخدام أدوات طيعة وكثيرة تم إحضارها من مناطق شتى في العالم .
واشنطن التي بدأت تفقد هيمنتها على المشهد السياسي في العالم، وتكسرت قطبيتها نوعاً ما، لا تريد أن تفلت خيوط اللعبة من يدها، لأنها تنصب نفسها شرطياً للعالم، يحكم بما يريده صناع المصالح الأميركية، لا تهم مبادىء، ولا قيم، ولا شيء اسمه مجتمع دولي، المجتمع الدولي تعترف به واشنطن عندما يكون في خدمتها، وعاملاً منفذاً لهيمنتها التي بدأت تتقلص، وحتى تبقى لابد من إشعال المزيد من الحروب والحرائق، والعمل كرجل إطفاء، مخاتل يصب الزيت على النار للمزيد من السعير .
ولكن حقائق التحولات والمتغيرات العالمية كلها تؤكد أن خيوط اللعبة بدأت تتهرأ وتتقطع، ولن يكون بمقدور واشنطن أن تبقى شرطياً يهش عصاه حيث يريد.