الثورة أون لاين – سامر البوظة :
لاتكف بعض دول الغرب عن نفاقها واستخدام كذبة “حقوق الإنسان” بين الحين والآخر في المحافل الدولية كورقة للضغط وابتزاز الدول التي لا تسير في ركبها أو تعارض أجنداتها, وهي توظف هذه المسألة لتحقيق أهدافها ومصالحها الخاصة, في حين أنه لو أمعنا النظر قليلا في ممارسات تلك الدول لرأينا أنها تتشدق فقط بالشعارات الرنانة حول دفاعها عن حقوق الإنسان, ولكنها لا تعمل بها, ولعل أزمة “كورونا” التي تفشت بشكل مرعب في الدول الغربية قد فضحت حقيقة حقوق الإنسان في تلك الدول وعرت الشعارات الزائفة التي تنادي بها, فتحت حجة “الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية”, شرعت لنفسها مبدأ التدخل في شؤون الدول الأخرى, وما نشهده من تغذية هذا الغرب للحروب في العديد من بقاع العالم، إنما يفضح ازدواجية الدول الغربية وعدوانيتها وادعاءاتها حول حقوق الإنسان والديمقراطية.
كثيرة هي الدول التي تتعرض لضغوط غربية متواصلة ومحاولات مستمرة لزعزعة الاستقرار فيها, وسبق لهده الدول أن فضخت الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الغرب بحق الإنسانية، سواء لجهة دعمه للإرهاب، أم لجهة ممارساته القمعية تجاه شعوب دوله عندما تطالب بأبسط حقوقها المشروعة، وقمع الحركات الاحتجاجية التي ظهرت في فرنسا وبريطانيا كـ”السترات الصفراء” يدل على ذلك، حتى أن الحكومات الغربية سرعان ما استخدمت كل وسائل القمع بحق المحتجين في بلادها مؤخرا على خلفية تضامنهم مع الاحتجاجات الغاضبة ضد العنصرية في أميركا.
الصين وهي إحدى هذه الدول التي تتعرض للابتزاز الغربي المتواصل، أكدت أن دول الغرب غير مؤهلة لتقييم أو إطلاق الأحكام على الدول الأخرى بخصوص ملف حقوق الإنسان.
المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينغ قالت اليوم في بيان نقلته وكالة “شينخوا”: بما أن بعض دول الغرب تصرفت بشكل سيء بملف حقوق الإنسان فيها فما الحق الذي لديها للإدلاء بتعليقات بلا مبرر حول وضع حقوق الإنسان في الدول الأخرى مؤكدة أنه يتعين على هذه الدول إدارة شؤونها الخاصة جيدا أولا.
تعليقات هوا تلك جاءت بعد أن دعمت نحو 70 دولة الصين في المناقشة العامة للجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في مواجهة مضايقات من بعض الدول الغربية , داحضة افتراءات تلك الدول في القضايا المتعلقة بهونغ كونغ وشينجيانغ، قائلة إنها لن تقبل أبدا “مرشدا” في حقوق الإنسان وتعارض المعايير المزدوجة.
إن تشدق دول الغرب بـ “حقوق الإنسان”، ما هو إلا أكذوبة لتمرير أهدافهم السياسية من تقسيم للعالم ونهب ثرواته، ومصادرة حرياته, وبات واضحا أن القضية أصبحت ورقة ومظلة تستخدمها تلك الدول للتدخل في شؤون الدول الأخرى, وبدلا من التنظير على العالم وإعطاء الدروس في حماية حقوق الإنسان, ينبغي على الدول الغربية الالتفات إلى مشاكلها الداخلية ورعاية حقوق مواطنيها أولا وقبل أي شيء آخر.