الثورة أون لاين – ريم صالح:
إلى أين يريد أن يصل الاتحاد الأوروبي بسياساته اللا منطقية واللا شرعية واللا قانونية ضد روسيا؟!، وما الذي يمكن أن نفهمه من تعمد أنظمة التبعية الأوروبية من فرض عقوبات جديدة ضد روسيا فيما يتعلق بحادثة نافالني المزعومة؟!، ألا تخجل هذه الأنظمة من نفسها حقاً لطالما أنها تدرك في قرارة نفسها أن لا صحة على الإطلاق لكل الافتراءات والبدع والقلاقل التي أثارتها ولا تزال ضد موسكو؟!، وهل تظن حقاً أن هذه العقوبات قد تعرقل أو تؤخر عجلة الإنجازات الروسية أو تقلل من شأنها؟!.
يثبت متزعمي الاتحاد الأوروبي من جديد أنهم عبارة عن ثلة من الأتباع، يرتهنون لأوامر البيت الأبيض، ويمتثلون لأجنداته، وينفذون إيعازاته بحذافيرها وحرفياً، فكل هذا الحراك المفتعل الذي يستهدف روسيا هو بشكل أو بآخر يخدم نظام الإرهاب والعنصرية الأمريكي، ويعبر عما يعتمل في داخله من أحقاد وعدوانية، بل إنه يصب في خانة خدمة مشاريع الأمريكي الاحتلالية والتقسيمية والفوضوية ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم كله.
ويبقى اللافت هنا أن مصادر دبلوماسية عدة أكدت أن وزراء الخارجية للدول الـ27 التي تدخل ضمن الاتحاد الأوروبي أيدوا، خلال اجتماع لهم في لوكسمبورغ، مبادرة تقدمت بها فرنسا وألمانيا تنص على فرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات يعتبر التكتل أنها تتحمل المسؤولية عن التسميم المزعوم لنافالني مبررين حماقاتهم هذه بأنه لم يتم تلقي توضيحات مقنعة من قبل روسيا لتأكيدات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول وجود مادة أعصاب من مجموعة نوفيتشوك في جسم نافالني، فعلى أي أساس بنى الأوروبيون مزاعمهم هذه؟!، وإذا كانت جميع التحاليل تثبت خلو جسم المعارض الروسي من مادة نوفيتشوك فماذا يعني ذلك، هل هو الاستغباء السياسي أم إنه التجني المتعمد وعن سابق إصرار وترصد وفي أعلى مستوياته؟! ثم من المفروض أن الأنظمة الأوروبية المتآمرة هي من يقع على عاتقها أن تقدم أدلتها على تورط روسيا، لا أن تقدم موسكو أدلة تثبت براءتها؟!، ووفق ذلك فإنه طالما لا يوجد دلائل، ولا قرائن، أو براهين، فلا يوجد قضية إذن، ولكن الموضوع هنا مختلف لأن له مآرب سياسية بالأساس.
الغايات الأمريكية مكشوفة، وكذلك هي المرامي الأوروبية، و أليكسي نافالني لا يعدو عن كونه ورقة ابتزاز أمريكية أوروبية يستخدمها الغرب المتآمر على الطاولة الأممية لتمرير أجنداته المشبوهة والنيل من مسيرة الإنجازات الروسية لاأكثر ولا أقل، هذا دون أن ننسى أن قضية نافالني مفبركة من بدايتها وحتى نهايتها وأن هناك أصابع أمريكية أوروبية خفية هي وراء ذلك كله.
و إلا ما معنى أن تطلب موسكو عدة مرات من الجانب الألماني مشاطرته بجميع المعلومات والحيثيات والقرائن التي يبني عليها فرضياته الباطلة؟!، وما معنى إصرار الجانب الألماني على أن نافالني تم تسميمه بمادة نوفيتشوك، في حين أن كل الفحوصات السابقة التي أجريت له أكدت خلو جسمه من هذه المادة السامة؟! ولماذا أرسلت برلين عينات على حد زعمها من جسم المعارض الروسي إلى مختبرين فرنسي وسويدي وتعنتها وامتناعها عن إرسال عينات مشابهة للمخابر الروسية؟!.
الحقيقة لا يمكن أن تحجب بغربال.. هو خير ما يمكن أن يقال هنا عن هذه المسرحية الهزلية التي يصر الأوروبيون الكومبارس على تقديمها على خشبة النفاق الأممية، بعد إعداد أمريكي هوليودي فاضح وسيء الحبكة والإخراج، فأكاذيب الأوروبيين لا يمكن أن تنطلي على أحد بخصوص قضية نافالني الملفقة، ولا يوجد شخص على وجه البسيطة لا يعي جيداً من هو نظام الإرهاب والشر الأمريكي، وما الذي يمكن أن يفعله هذا النظام المارق في سبيل تحقيق مآربه الدونية، ولا يوجد أيضاً أحد لا يدرك فعلياً بأن الأوروبيين ليسوا سوى بيادق يتم تحريها أمريكياً وحسبما شاءت الأهواء والمصالح الاستعمارية والعدوانية الأمريكية.
العقوبات الأوروبية الجائرة واللا قانونية على موسكو لن تثني روسيا عن مواصلة جهودها البناءة في تعزيز الأمن والاستقرار الدولي، وترسيخ لغة الحوار والحلول السياسية والدبلوماسية وإرجاع الحقوق لأصحابها الشرعيين في دول العالم كافة، وستعود أنظمة التبعية الأوروبية كما اعتادت على الدوام بخفي حنين، فلا عقوباتها ستفلح في محاولة لي الذراع الروسي، ولا كل ارتهاناتها للأمريكي سيزيد من رصيدها المفلس أصلاً على الصعيدين المحلي والدولي.