الثورة أون لاين-رويدة سليمان:
مصروف الجيب كان حجة على الطالب لمطالبته بالمستلزمات المدرسية دون مراعاة للقرار الوزاري في عدم التشدد بالمتطلبات التعليمية واللباسية،ومن فم ساكت عليه أن يدفع التعاون
والنشاط وهوية الطليعي (450)ليرة سورية ولاعذر لأي مخالف في اللباس المدرسي او نقص في مستلزمات الحقيبة من دفاتر وأقلام ،مادام في جيبه مصروف ويستهلكه على المأكولات ..هذا رأي بعض أعضاء الكادر التعليمي والتدريسي في بعض المدارس ويوافقهم هذا الرأي الكثيرون لجهة إعطاء الأبناء درسا في الاقتصاد ،وتعليمهم الفرق بين مايحتاجونه ومايرغبون به ،ومع اهمية الهدف والغاية ،لكن ماهكذا تكون التربية السليمة في تعلم مهارات التعامل مع المال وترشيد الاستهلاك وحسن الانفاق.
نصرفه كما يحلو لنا
تقول الطفلة بانة في الصف الرابع :مصروف الجيب من حقنا ،نشتري به كمايحلو لنا من المأكولات وهو بالكاد يشتري لنا قطعة بسكويت أما الاحتياجات الأخرى المدرسية واللباسية فهي مسؤولية الأهل .
طالب آخر ،في الصف العاشر أكد أن مصروف الجيب حجة لنا لتقديم مزيد من التسهيلات المدرسية لأن كثيرا من الطلاب حرموا منه في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة ،ولايستطيع من يملك مصروف الجيب شراء مايرغب به بل مايحتاجه ..وقلة قليلة فقط تعطى المصروف دون حساب ولذلك آثار سليبة على سلوكه لاتقل عن الحرمان من المصروف.
تثمين الأشياء وتقديرها
السيدة أم محمد تقول في مصروف الجيب:
كان إلى وقت قريب مصروف الجيب عادة أسرية متأصلة ، ويعطى بطريقة روتينية أما اليوم فقد شطبته كثير من الأسر من قائمة الأولويات ،وتحاول التعويض بالموجود والمتوفر في البيت ،وأعتقد أنه لاحاجة لمصروف الجيب مادمنا نؤمن لأبنائنا احتياجاتهم الأساسية.
سيدة في الخمسينات تخالف الرأي السابق ومن خبرتها التربوية في مجالها المهني وتجربتها الأسرية مع اولادها تؤكد أن مصروف الجيب ليس عادة أسرية فقط بل يعلم الأبناء الكثير من المعاني النفسية والاجتماعية ومهارة التعامل مع المال وحسن التصرف والادخار ،ولكن الخطأ يكمن في مصروف جيب لايتناسب مع الغلاء يعطيه الآباء دون حساب لأبنائهم تفاخرا” وتباهيا” أو تعويضا” عن غيابهم الطويل في العمل.
ضروري ..ضمن الامكانيات ،وقطعه تدريجي
آراء كثيرة في مصروف الجيب تختلف من شخص لآخر ومن أسرة تكاد تمتلك قوت يومها أصبحت هذه العادة في طي النسيان،إلى أخرى تغدق على أبنائها ..وثالثة لم تلغ (الخرجية)لأهمية ذلك في ثقافتها التربوية ولكن حددته وفق امكانياتها لا كما يطلب الأبناء.
ويبقى لأهل الاختصاص رأيهم في مصروف الجيب.. متى ؟وكيف يعطى ؟هل يجوز ان يكون مكافأة للأبناء على قيامهم بواجب منزلي او مدرسي ؟وهل يصح الحرمان منه كعقوبة ؟وما سلبيات المصروف دون حساب ؟
عن هذه الأسئلة أجابت السيدة الهام محمد ،رئيسة دائرة البحوث بمديرية تربية دمشق :
مصروف الجيب ،هو ما يأخذه الأبناء من الآباء لشراء بعض الاحتياجات الخاصة به ،ربما مأكولات أو أغراض شخصية يرغب بشرائها لوحده مما ينمي شعوره بالخصوصية.
يعطى مصروف الجيب عندما يكون الطفل قادرا”على التخطيط والاستقلالية ومعرفة قيمة النقود التي يأخذها ،ومايستطيع شراءه بها،وهذا الأمر يعود لكل أسرة وكيف يتم تربية الطفل على الاستقلالية ومعظم الأسر تبدأ إعطاء مصروف الجيب عند دخول المدرسة وتختلف حسب المرحلة العمرية وكلما كبر زاد واختلفت الحاجات .
يمكن أن يكون المصروف يوميا أو أسبوعيا أو شهريا ،وهذا يعود لاتفاق بين الأبناء والآباء ،ويفضل أن يكون شهريا لأن هذا يعطي القدرة على التخطيط للأبناء وترتبب الأولويات خلال الشهر مما يؤدي إلى امتلاكه لهذه المهارة وهي هامة لحياته المستقبلية .
يمكن تعويد الطفل تسجيل حساباته على دفتر وترتيبها والتخلي عن بعضها إذا لم يكن ذا أهمية ،وتتفاوت الأسر في موضوع الحرمان من المصروف أو المكافأة به ،والقضية أن نعلم مدى النتائح التي يحققها من هذا الحرمان ومدى الآثار المترتبة عليه ،والحرمان غير المدروس يؤدي إلى سلوكيات سيئة منها السرقة للحصول على الحاجات ومنها أيضا”العصيان للتعليمات الأسرية والمدرسية،لذلك لابد من عقد اتفاق قبل إعطاء مصروف الجيب فمثلا”يستلزم على الطفل عند تخريبه لأي غرض أو اهمال ،المشاركة من مصروف الجيب للتعويض أو عقد اتفاق بالحرمان منها لمدة تحدد من قبل الطغل وأهله ،ومشاركة الطفل بوضع القواعد تجعله قابلا” للموافقة عليها .
أمابالنسبة للمكافأة ليس من المرغوب فيه أن يكون المال هو الوحيد الذي يصقل المكافأة بل علينا التنويع في ذلك وبالتالي من الضروري أن يقوم الطفل بكثير من الأعمال دون مقابل .إن تقديم مصروف الجيب دون حساب يخلق طفلا لايعرف قيمة التخطيط للأشياء ولايتحمل مسؤولية.
وأضافت محمد أنه قد يترتب على ذلك شراء صداقات بالمصروف
المفرط، و منها ينتقل الطفل إلى سلوكيات غير مرغوب بها، حيث تستطيع بعض الأسر تنفيذ جلسات مع أبنائها و توضيح عدم القدرة على مصروف في الوقت الحالي،وإن هذا سيعود في حال تحسن الأحوال حتى لا يشعر الطفل أن الحرمان دائم، و يمكن الاستعاضة من موجودات المنزل للوفاء باحتياجات الأبناء، مع إمكانية أن يكون القطع تدريجيا و ليس مرة واحدة.