الثورة اون ﻻين- آنا عزيز الخضر:
يسعى المبدع إلى اختيار الأسلوب الأكثر تأثيراً، والأكثر تفاعلاً مع الشريحة التي يتوجه إليها، وذلك عند صياغة منجزه الذي يمكنه من الوصول إلى هدفه الفني والجمالي. ذلك أن أي إنجاز فني، عليه أن يمتلك شروطا فنية ودرامية بامتياز، وخصوصاً عندما يحاكي الطفل، وهو من غير ذلك لن يصل إلى هدفه المأمول ..
من هنا يحاول الفنان امتلاك ناصية عمله، في إطارٍ يمكنه من بلورة كل تلك المفردات التي لها سماتها الخاصة جداً في عالم مسرح الطفل، الذي ترافقه اسرته لحضور العرض حتما .
حول هذا الجانب، تحدث الكاتب الدكتور «حمدي موصللي» وله اكثر من نص مسرحي في عالم مسرح الطفل قائلاً:
«كما نعلم، يشكل الطفل بنية حيوية متكاملة وبالتالي يصعب الكشف عن جانب من مكونات الطفل الٱساسية دون العودة الى تلك البيئة الكلية التي تكتنفه. البيئة التي هي مصدر المعرفة في التكوين التربوي الكبير والمتنوع، وعملية تعلم المفاهيم والمهارات و تنميتها تتعاظم يوماً بعد يوم في ظل تكامل تربوي شامل، يحمل كل الأسباب الناجعة لتطوره واستمراره، فإذا كانت الكلمة هي إحدى المؤثرات الهامة في العملية التربوية التي مصدرها الاسرة او معلم المدرسة، فالوسط التربوي هنا تجاوز حدود المدرسة أو الاسرة ..أي حدود المكان، وأصبح زمن التعلم أكبر مما تحدده الخطة المدرسية من حصص دراسية خلال سنة، ولم يعد مفاجئاً القول إن المسرح المدرسي التعليمي الذي نفتقده الآن، كذالك التلفزيون التعليمي والحاسب والنت من وسائل التٱثير والتعليم، ٱخذ يحتل موقعا أساسياً فاعلاً في عملية التكامل التربوي ..
سقت هذه المقدمة، لكي أسأل: أين نحن من هذا ?.. وماالذي قمنا به تربوياً لنسهم في تنشئة طفل قادر على فعل ما يتطلب حالة من الوعي؟ ..
أربعة عقود مرت وأكثر، على البدايات الأولى من عمر مسرح الطفل في سورية، إلا أنه مازال يحبو على ٱرض وعرة لم يستطع سالكوها تسهيلها بوعي طبيعة هذا الفن الجماعي التربوي الخلاق، إذ يعاني هذا المسرح من إشكاليات عديدة تكاد تكون أقرب إلى إشكاليات مسرح الكبار في سورية. المسرح الذي يعاني من ٱزمة المسرح العربي ككل.. ٱزمات على مستوى النص وقضاياه، من تٱليف واعداد واقتباس وتناص وحوار، وكذلك على مستوى العرض من إخراج وتمثيل، فليس لدينا المخرج المختص بمسرح الطفل، وكل من هب ودب يعمل مخرجاً وكاتباً ومعدا في وقت واحد، وخارج إطار عملية الابداع.
الحقيقة .. نحن نفتقد لكل ما تكلمت عنه، ومع ذلك ٱنا متفائل بقدرة البعض من شبابنا على تجاوز المٱلوف والراهن إلى المأمول والمتطور، ويبقى دور المؤسسة الرسمية الحامل الرئيسي لسمة التطور، لأنها أولاً وٱخيراً، من يحتضر المسرح ويموت بموتها ..
من هنا، فإن على النص المسرحي الذي يتجه للطفل ان يكون نصاً تربوياً تعليمياً، يوجه للكبار ٱولا ومن ثم الى الفئات العمرية الاخرى ومن ثم إلى الطفل.
أما المخرح «فايز صبوح» فقال: ﻻبد من القول بان اي عمل مسرحي، يتجه الى الطفل ﻻبد وان يتجه لكل افراد الأسره، وﻻبد ان تكون فكرته تحمل الفائدة وأبعادا هامة بين سطورها، جنباً إلى جنب مع عالمها الخاص الذي يخاطب ذهنية الطفل بلغته البسيطة دون أن ننسى الطرح لقضايا حياتيه جادة لكن بأسلوب فني خاص يجذبه. ذلك أن المطلوب منا ان نعلم ذلك الطفل الاحساس بالاخرين والاحساس بالمشاكل الحياتية لكي نعلمه الاحساس بالمسؤولية ولفت نظر الاهل الى هذه المساله ايضاً، كما هو الترسيخ الدائم للصفات والافعال الايحابية التي ﻻبد من حضورها في اعمال تخاطب الطفل، بجعل الحامل الدرامي لها بينة فنية قادرة على محاكاة عالمه ومقاربة سلوكياته التي يتم لفت تفكير اسرته اليها.