الثورة أون لاين – طرطوس – بشرى حاج معلا:
في عالمهم الصامت تتجلى كل نكهات الألم بلا صراخ وبلا ضجيج.
في عالمهم الطاهر من كل مساوئ الألسنة تتجلى كل المحبة ،الاجتهاد والأمل.
الصم والبكم كلامهم بالإشارة، وضحكاتهم من القلب، وعيونهم أكثر صفاء من القمر المنير، أما في الفن فهم أيضاً على الضفة الأولى في الإبداع والتميز.
هذا هو حال الفنانتين الأختين زيناء ورهف يوسف خريجتا كلية الفنون الجميلة اليوم حيث تتنقل أناملهم بين الألوان لتحكي كل الٱلام بإبداع شمس مشرقة بالنور، وحياة متجدده بالأمل، لا حزن يطوي المعاناة يأساً ولا عنوان يعرف معنى الاستسلام، في حضن خبر معنى الحياة ورسم الطريق المعبد بالأشواك وروداً تنحني لها الهامات تقديراً.
الفنانتان زيناء ورهف يوسف ابنتا الساحل السوري من قرية بريصين في الشيخ بدر ترسمان بأناملهما حكاية كل مثابر ومحب للحياة تخرجتا في كلية الفنون الجميلة بكل اجتهاد وتتابعان عملهما في الرسم والفن والتصميم.
والدا زيناء ورهف تحدثا عن فرحهما بنجاحهما بالوصول إلى مراتب التفوق والنجاح رغم كل الألم والتعب حيث لفت الأب المهندس سامي يوسف بقوله: المراحل التي مرت علينا كانت صعبة ولكن عن طريق المتابعة بالنطق والإشارة وتعليم المنهاج الدراسي بشكل طبيعي طبعاً لا يوجد مرحلة لم نجد فيها الصعوبة ولكن نتيجة المتابعة دخلتا الفنون الجميلة بجدارة وكنا محضرين لهذا الاختصاص ولم تحتاجا أي دعم نتيجة موهبتهما المميزة والحمد لله كانت شخصيتهما قوية ومن المتفوقين في المرحلة الجامعية والذي يهمنا فعلاً هو مستوى الترتيب والنظافة والفن الذي نجده لدى زيناء ورهف.
طبعاً عشنا فترات صعبة نتيجة سفر زيناء إلى حلب أما رهف فكان وضعها أسهل في سفرها لمدينة اللاذقية.
إن ما يميز حياتنا هو الذوق والفن الذي تتمتعان بهما ابنتاي.
أما الظروف والفترات الانتقالية التي عشناها خلال سني الأزمة كانت قاسية في التنقل من محافظة لأخرى مع زيناء حتى تخرجها سنة ٢٠١٣، لديها حتى الآن نحو /٢٠/ لوحة بأسلوب واقعي انطباعي، وهي الان موظفة.
فالإصرار والمتابعة ساعدنا على الاستمرار وتشجيع ابنتينا بدءاً من المتابعة في معاهد الصم والبكم عبر المحافظات التي قمنا بزيارتها فكانت النتائج مرضية إلى حد ما حتى حصدنا على هذه المرحلة من النجاح أما ما ميز رهف هو اتباعها الأسلوب الرمزي التعبيري، ولا نتكلم عن الدراسات التي قامت بها لإخراج ها.
والوقت اللازم لتسليمها، وهي مشاركة في عدسة سلام للتصميم ” اللوغو” عبر الكمبيوتر منذ سنتين، وهي متواصلة بشكل مستمر، ولديها قدرة عالية في التصميم، وتخرجت اليوم وبمعدل ممتاز، طبعاً حاولت إقامة معرض في هذه الفترة لكن الكل بات يعرف الظروف الحالية لهذا تم تأجيله لوقت لاحق، وتابع يوسف بقوله: كل اللمسات الفنية موجودة في البيت.. على الحائط.. مع اللوحات، حالياً رهف هي في مراحلها الأولى في الرسم الواقعي الرمزي، وكان مشروع تخرجها رسومات رمزية تعبر عن الحالة التي تمر بها والصمت الذي يلازمها.
الوالدة سهيلة يوسف تحدثت عن المعاناة التي رافقتها في اللحظات التي رافقت حالة ابنتيها حيث عبرت بقولها: طوال السنوات التي مرت كنا معهن في كل خطوة وكانت التجربة الأرقى لنا في مدينة حلب أثناء دراسة زيناء وكانت المفاجأة بمساعدة الجميع لنا من كل النواحي ، ومرافقة زيناء في طريقها وفي دراستها كعمل إنساني مشرف ، بعيداً عن أجواء التنمر وتبعاتها..
في الختام ..
قد لا نملك الكلمات التي تعبر عن مدى إحساس الأهل وفرحتهم بالنجاح، لكن من المهم أن تدرس جميع المشكلات والقضايا التي تخصّ كل الحالات للمساعدة في التعليم والأهم هو وجود مدرسين مؤهلين للتعامل معهم، وكتب متوافرة ومهيٍأه لهم. ولا بدّ من وضع منهج مختلف، ليتم تأهيلهم وإدماجهم بسوق العمل ومواجهة كل التحديات الاجتماعية بعيداً عن قسوة الحياة ومن فيها.