الثورة أون لاين-علاء الدين محمد:
تعيدنا الكاتبة سيفا سيماني إلى حقبة السبعينات من القرن الماضي ،حيث الحنين إلى البيوت الطينية الدافئة المليئة بالبساطة والحب ..إلى التعمشق على الأشجار الوارفة ..إلى ذكريات الطفولة البريئة المليئة بالمشاغبة والحيوية ..إلى التنقل بين البيوت الطينية في الحارة مع أقرانها الصغار تقول : (..أغمض عيني ..يعانقني حنيني بدفء…أراني بسرعة البرق ..أتسلق الجدار الفاصل…بيننا وبين الجيران … ) صاغت الكاتبة حنينها لنافورة المياه ،شارع ميسلون ،رائحة الزيزفون ،بلوحات نثرية تحاكي عين المتلقي وتداعب مشاعره ،ويتتالى حنينها ولم يتوقف عند هذا بل تعداها إلى المدرسة والشتاء والمدفأة.. تقول (أعترف بأنني مصابة بداء الحنين …حنين إلى بيتنا القديم ..إلى شجرة السرو الشامخة …إلى نافورة الميدان …إلى شارع ميسلون ….إلى رائحة الزيزفون…إلى مدفأة المازوت ..حيث كنا خفية نشوي الكستناء ..وفي الاستراحة نطلق حناجرنا عاليا بالغناء ) من يتابع النصوص النثرية للكاتبة ..يلمس مدى تجذرها بأرض عشقتها وأحبتها وعاشت بين ربوعها ،فعلى جدران بيوتها رسمت لوحات عشق ترجمت نثريات عبرت عن ماحملته في جعبتها من شوق متوهج بين أوصالها ..تقول : (في ساعات الغروب
وأنا أمتع ناظري بحمرة السماء
تغازلني سماء بلادي الجميلة
سماء بعيدة
تسكنني حتى الثمالة
ألمس دفئا قادما من عمق السواد
ينبثق الشوق من ثنايا الظلام الأحمر
ليحوك لي بخيوط الحب
حنينا أبديا إلى بلادي …) وليس بعيدا عن مشاعر الحنين ..أخذ الحب والعشق للحبيب حيزا من نصوص الكاتبة حيث أفاضت في وصف العشق و التعلق بالحبيب بشكل لايكاد يخفى على القارئ حيث الذوبات في ذات المعشوق تقول: (أعشق وجودي الأبدي في نفسك …أعشق صدى صوتي يختفي ..ثم يخرج من صوتك ..أعشق لون عيني يتلون بألوان حبك )
تنوع وصف الكاتبة للحب ولواعجه وأسهبت في الغزل الواضح والصريح للمحبوب تقول (ذلك الضوء القادم من عينيك …يحملني إليك أبدا …هو مسكني أنا ..ذلك الصوت الأبدي القادم من جوف وجودك ..صوتي أنا ) الى ماهنالك من مكنونات النفس في الهوى والجوى والحب واللقاء والعناق …يمكن القول أن أحاسيس الكاتبة ومشاعرها الصريحة أضفت طابعا عفويا على أغلب نصوصها تلك حيث اختصرتها بعنوان (الحنين).
يبقى أن نذكر أن الكتاب من اصدارات الهيئة العامه السورية للكتاب ،وتصميم الغلاف عبد العزيز محمد .