قبل مئة وثلاث سنين من الزمن ارتكبت بريطانيا جريمة نكراء بحق الفلسطينيين، ما زالت مفاعيلها في كل تفاصيل حياتهم مستمرة إلى يومنا هذا، بل أكثر من ذلك فقد أصبحت أساساً لجرائم تتجدد بشكل دائم، وآخرها ما يسمى “صفقة القرن” الأميركية التي يهدف من ورائها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن معه من المطبعين إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
ومنذ الثاني من تشرين الثاني عام 1917، ذلك اليوم الذي منح فيه وزير خارجية بريطانيا آنذاك، الصهيوني المجرم آرثر جيمس بلفور وعداً لإقامة وطن قومي ليهود العالم في فلسطين العربية، بشكل مناف لكل الشرائع والقوانين الدولية، يكابد الفلسطينيون كل أنواع الإرهاب والإجرام والعذاب نتيجة في بادئ الأمر للهجرة الممنهجة لليهود من كل أصقاع الأرض إلى هذه البقعة التي تتوسط العالم، والتي تطورت مع الزمن إلى احتلال مقيم يستهدف باعتداءاته اليومية كل شيء فلسطيني وعربي من البشر إلى الشجر، مروراً بالحجر الذي يحاول الصهاينة بشكل مستمر ومستميت تزويره خدمة لخرافاتهم وأوهامهم التي لا أساس لها إلا في عقولهم العفنة.
وباعتبار أن “كل ما بني على باطل فهو باطل”، فإن الكيان الصهيوني باطل من أساسه، لأن تأسيسه تم بناء على وعد صادر عن جهة لا تملك الحق بإعطاء الأرض الفلسطينية إلى أشخاص ينتمون إلى دول أخرى، وليس لهم أي شيء يربطهم بفلسطين من بعيد ولا من قريب، وعليه فإن على بريطانيا اليوم أن تبادر إلى الاعتذار من العرب والفلسطينيين وأن تعترف بجريمتها المستمرة التي ارتكبتها بإطلاقها لوعد بلفور المشؤوم.
ومع مرور عشرات السنين، ووسط القتل والإرهاب والحصار والتجويع الذي يمارسه الكيان الصهيوني الذي صنعته وتبنته الدول الاستعمارية، وخاصة بريطانيا وفرنسا وفيما بعد الولايات المتحدة الأميركية، هاهي عيون الفلسطينيين تقاوم مخرز الجلاد وهي ترنو إلى اقتلاع الاحتلال من جذوره وإقامة دولتهم المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
حدث وتعليق- راغب العطيه