من حقها علينا أن نعتني بها وندللها ونقدر لها ماتعطينا من كنوز، وألا نتركها في مهب الإهمال واللامبالاة، وأن نرمي عليها كل أوجاعنا وتراكماتنا وأن ننتقم منها بغباء.
بيئتنا التي تمنحنا عطاءات لاحدود لها من عصارات السماء والأرض وتجذب لنا كل الخيرات وتمنحنا السعادة والجمال، وتخفف عن أوزارنا ماعلق بها من قتامة المشهد والصور العابثة.. هي اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى نبض القلوب الدافئة والسواعد الحانية، إلى همة الشباب والخطط المدروسة والمشاريع المنتجة بما يلائم حاجاتها وضروراتها بعد أن احترقت قامتها وتعطلت رئاتها في كثير من أجزاء جسدها قهراً وظلماً وإهمالاً.
بيئتنا التي كان البعض يجهل قيمتها وأهميتها وخصوصيتها هي تمثل أكبر عامل توازن واستقرار في حياة البشر وجميع الكائنات التي تحتويها وتعيش في جوفها وعليها، حيث يتصارع أصحاب المصالح والمشاريع الاستثمارية على اقتسام مسرح الطبيعة والبيئة الواسع، بدءاً من استثمار الشجرة وليس انتهاء بالتنقيب عن مخازن الطاقة والمعادن الثمينة.
بيئتنا ذاك المجال الحيوي الواسع والغني بكل المعايير والمقاييس العلمية، تنتظر من أبنائها وجميع مؤسسات الدولة، صغيرها وكبيرها، منظمات شعبية، نقابات مهنية، جمعيات أهلية، مضاعفة الطاقات والجهود لإعادة ترميم وتجديد وابتكار الحلول المنافسة بهدف تعويض ماخسرته بيئتنا وطبيعتنا من مقومات حيوية نتيجة الدمار والتخريب والحرائق، والإهمال وجور الانسان واستغلاله لأجواء الفوضى بغية إرضاء جشعة وطمعة غير آبه بالمصلحة الاجتماعية الكبرى تلك المظلة التأمينة بالمعنى المجازي التي تعنينا جميعاً..
لقد مر الاحتفال باليوم الوطني للبيئة على استحياء، نأمل أن يكون هناك وفي كل يوم إجراءات عملية وعلمية مفيدة تصب في خدمة البيئة، على أن يكون مفتاح الوعي وتعزيز ثقافة الحضور في المقدمة، لتحقيق شعار “بيئتنا أمانتنا..بيئتنا مسؤوليتنا”
عين المجتمع -غصون سليمان