من بلفور إلى ترامب

 

عشية موعد أميركي ربما “يعِد” بالتمديد لبلفور البيت الأبيض لولاية جديدة، يستعيد أبناء فلسطين ـ القضية التي نالت النصيب الأكبر من الغدر والفجور الترامبي في السنوات الأربع الماضية ـ بمرارة وحسرة وغضب الذكرى الثالثة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم الذي قدّم أرض أجدادهم وقدس أقداسهم بصورة غير أخلاقية وغير إنسانية للحركة الصهيونية الحاقدة، حيث شكّل وعده المجرم الأساس غير القانوني لقيام الكيان الصهيوني الغاصب في قلب عالمنا العربي على حساب الحقوق العربية، ليكون نكبة مستمرة تتمخض في كل يوم عن جرائم قتل واحتلال وسرقة وتخريب وتشريد وتهجير واعتقال وتدنيس وانتهاك بحق أبناء الأرض المحتلة.

ما من شك بأن ما قدمه “بلفور الأميركي” للكيان الصهيوني في ولايته الأولى وما يعد بتقديمه لاحقاً في حال التجديد له، يأتي استكمالاً لوعد بلفور البريطاني، وهو يجري في السياق الطبيعي للدور الأميركي الحاضن لهذا الكيان الغاصب، من أجل ضمان احتلاله الدائم للأرض ومصادرته للحقوق وبقائه خنجراً مسموماً في الخاصرة العربية، وهذا ما يشكل ذروة الغطرسة والفجور والاعتداء على القانون الدولي الذي يعتبر الاحتلال جريمة ضد الإنسانية، وذروة التنكر لقرارات الشرعية الدولية التي تدعو إسرائيل صراحة للانسحاب إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 كشرط للتسوية النهائية وتوقيع سلام حقيقي ينصف المظلومين.

لقد بالغ ترامب في دعمه للصهاينة ـ لاعتبارات ذاتية وانتخابية ـ مبرهناً على إيمانه الراسخ بالصهيونية وكرهه للعرب، وحرصه على مصالح إسرائيل واستعداده لفعل أي شيء من أجل تصفية قضية العرب المركزية بعيداً عن الحق والعدل والضمير الإنساني، وإذا كان سيىء الذكر “بلفور” قد أطلق وعداً خطيراً كان سبباً في قيام كيان الإرهاب الصهيوني، فإن ما يحاول ترامب فعله لا يقل خطورة، فهو يريد إنهاء الصراع بالخداع تحت عنوان “التطبيع” مضللاً العالم بما يسمى “توقيع سلام” مع أنظمة عربية بعيدة عن الصراع، مع احتفاظ الكيان الصهيوني بكل ما احتله وسلبه من الأرض والحقوق العربية..!

ولكن مهلاً، فلا أميركا ولا ترامب قادران على حسم الأمور وفق ما يريدان ولا هما محصنان ضد الفشل، ما دام على الأرض من يؤمن بصدق بقضية فلسطين ويقاوم بشرف همجية الاحتلال وغدر ووعود ترامب ولا يقيم وزنا لمن يهرول نحو التطبيع، فالحقوق العربية خلفها شعوب مقاومة ومحور مقاوم، وهي الجهات التي يخشاها ترامب والصهاينة ويحسبان لها ألف حساب..!

البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود

 

آخر الأخبار
واشنطن تقلّص وجودها في العراق وتعيد توجيه بوصلتها نحو سوريا رحلة الاقتصاد الجديد بدأت..ماذا عن الأبواب الاستثمارية المفتوحة؟ إدارات القطاع الصناعي تجهل ضبط مسارها بما يتناغم مع الحكومة «سيبوس 2025».. منصة لانطلاقة سورية نحو الاقتصاد العالمي مذكرة تفاهم بين جامعتي حلب و"الدولية للعلوم والنهضة" الخاصة جمعية "الصنوبر" في طرطوس.. مبادرات لحماية التراث والبيئة "لصوص الكابلات" في حلب.. أزمة جديدة تهدد ما تبقى من البنية التحتية المتطوع علاء جنجارو سطر رسالة في العطاء والتضحية الصناعة الدوائية الخاصة تفتح أبواب العمل والتأهيل المعتقلون المحررون محملون بذكريات لا تحتمل.... طبيب يحارب الصدمة بالصبر والأمل جامعات سورية وعربية تلتقي لبناء مستقبل التعليم دوري الأبطال.. البطل يُثبت علو كعبه ويهزم برشلونة مونديال الشباب.. المغرب تهزم البرازيل لاعبو الريال يعودون لتشكيلة السيلسياو سينر يُتوّج بلقب دورة بكين للتنس مجموعة نارية للأولمبي في نهائيات آسيا بوابة السرعة والثقة.. ولكن من يحرّك الأموال؟ انسحاب السباعي يُشعل سباق انتخابات اتحاد الكرة مرحلة حاسمة لرجال كرتنا.. ساعة الحقيقة اقتربت وديباجة التبرير مرفوضة الشطرنجي مازن الفندي مُهنّأً من وزير الرياضة والشباب