ثورة أون لاين-ديب علي حسن:
بين القارة العجوز والعالم الذي كان جديداً يوماً ما عندما وصل إليه كولومبوس ثمة محيط لجب هادر كان العرب القدماء الذين وصلوا إليه وربما اكتشفوا أميركا قبل كولومبوس بقرون كما تشير الدلائل..
كانوا يطلقون على هذا المحيط بحر الظلمات..
واليوم بعد هذا الزمن البعيد على ما يبدو أنهم كانوا على صواب حينما فعلوا ذلك ..أميركا التي تخوض انتخابات الرئاسية المسلحة والمدججة بكل ألوان وصنوف الدعايات والاتهامات حتى تبدو كأنها دولة التوحش مع إقبال الأميركيين على التسلح وإطلاق التهديدات من قبل الجميع ضد الجميع..
أميركا التي ربما ستبقى مشغولة بالأمر الانتخابي حتى بعد إعلان فوز أحد المرشحين وتداعي تبعات ذلك.. مع هذا لن تكون خارج العمل في المنطقة العربية وإطلاق الوعود للكيان الصهيوني والتهديد والوعيد لكل من لا يمضي بركبها العدواني …هذا في الضفة الغربية لبحر الظلمات.
أما الضفة الشرقية أوروبا العجوز التي تمتد شرايينها إلى الغرب فهي اليوم تحصد ما زرعته ورعته من الإرهاب والانغماس في السياسة الأميركية التي تستثمر في التطرف والعمل على نشره في المنطقة وتأمين الدعم المالي والسياسي والإعلامي والعسكري له..
وها هي ضفتا بحر الظلمات تحصدان الزرع في كل العواصم الغربية.. ذبح وقتل وحرق وغير ذلك من فنون الإرهاب التي مارستها الجماعات المتطرفة ضد السوريين وكانت تسمى من قبل من يشكونها اليوم ..كانت تسمى ثورة.
الجذر المتطرف لن ينمو في أي مكان من العالم إلا شراً وخبثاً وقتلاً وتدميراً، وهذا يعني أنه من الضرورة بمكان بل على العالم كله العمل على مكافحة التطرف والإرهاب..فليس ثمة إرهاب مقبول بمكان ما وسيىء بمكان آخر..
ساكن البيت الأبيض مع إدارته بعد الخروج من صخب النتائج عليه أن يعي الحقيقة أن الإرهاب الذي ترعاه أميركا سيصلها أكثر مما وصلها سابقاً..وها هو على ضفة الظلمة الشرقية.