مثال من الطبيعة وحراك على الواقع

بددت الأمطار الأخيرة في سورية والغزيرة في بعض المناطق، خوفاً اشتد مع انحسارها في شهري أيلول وتشرين الأول، الماضيين – على غير العادة – ما فاقم حرائق (الغابات والأشجار).

فجأة رطبت الأمطار، الأرض السورية، منجزة تحولاً إيجابياً لالتقاط الأنفاس، وموفرة معطيات أفضل، تدعم جهوداً مهمة جداً لإعادة الغطاء الأخضر للأماكن التي احترقت، على امتداد ٨٩٠٠ هكتار(حسب تصريح وزير الزراعة، وإعادة غرس مليون شجرة في اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، (ونسبتها ٦ بالمئة من أشجار تلك المناطق) والتعويض على ١٨٧٠٠ متضرر مالياً، ومساعدتهم في شراء أبقار بدلاً من النافقة بسبب الحرائق (٥٠%) من ثمن البقرة، وتقديم قروض بلا فوائد لاستكمال الثمن، إلى جانب توزيع غراس ونباتات عطرية مجاناً، وإعادة تحريج الغابات المحروقة.

وسيتم توزيع التعويضات خلال هذا الشهر والغراس في ك ١ القادم وتخصيص ٥٩ آلية (جرافات كبيرة ومتوسطة وشاحنات) لإعادة تأهيل الأراضي المتضررة.

شكلت الحرائق هماً إضافياً، على مجمل الصعاب المعيشية التي يعاني منها السوريون، ولعل الأمطار الأخيرة، خففت من غلوائها، ومع انهمار المزيد منها، قد نعبر الشهر الخطر، تشرين الثاني بمنأى عنها.

ولعل الحراك الرسمي المعبر عنه بالإجراءات الحكومية، لإيجاد حل للأزمات المعيشية، وفِي مقدمتها الغلاء الفاحش، والازدحام على الخبز (ازدحام لم تعرفه سورية في تاريخها الحديث)، والنقص الحاد في وسائط النقل العامة (باصات وميكروباصات)، حراك يتصاعد ولا يهدأ، وبدا لافتاً على هذا الصعيد تصريح رئيس مجلس الوزراء يوم أمس، أنه قد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير مادة القمح، ما يبشر بحسم الازدحام الاستثنائي على الخبز، بعد إنهائه على البنزين. وإذ نضيف – المنحة للعاملين ٥٠ ألف ليرة والمتقاعدين ٤٠ ألف ليرة وتخفيض ضريبة الدخل على العاملين و٩٠٠٠ ليرة شهرياً تعويض وجبة غذائية لـ ١٢١ ألف عامل، بدلاً من ٩٠٠ ليرة.

وإذ تحضر بقوة ، متابعة الوفد السوري الرفيع المستوى، إلى روسيا الاتحادية ، في ٦-١٠-٢٠٢٠، لآلية تمويل المشاريع التي تم الاتفاق عليها أثناء زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي لدمشق، للتخفيف من الآثار السلبية للحصار على سورية ولاسيما بعد تطبيق قانون قيصر.

وكان جرى التركيز في تلك المتابعة، على تعزيز استقرار متطلبات السوق المحلية، من المواد الأساسية، للسلتين الاستهلاكية والإنتاجية، – إذ تحضر هذه الواقعة- وسط حراك رسمي دؤوب، لمعالجة الصعاب، فإن فرص محاكاة المثال الطبيعي الآن، في سورية باتت كبيرة، ما يعني أننا مقبلون على انفراج وخلاص من الصعاب المعيشية الضاغطة. وليست المسألة مجرد تفاؤل، بل هي نظرة موضوعية بعينين، لا تتجاهل الحرب التي لم تنته بعد، وتحرص على تجنب الإثارة الإعلامية لتحقيق نجومية عبر تغييب الحقائق وطرح مواضيع، لا تساهم في إيجاد حل للصعاب ولا تتابع ميدانياً ما يحدث على صعيدي الإنتاج الزراعي والصناعي.

مثلما انتصرنا عسكرياً على جبهات كثيرة وصعبة، سننتصر اقتصادياً واجتماعياً وخدمياً. لا أنادي بالصبر بل بالعمل. الحل نساهم في صوغه وديمومته عبر مشاركة الجميع في العمل لصالح سورية.

أروقة محلية – ميشيل خياط

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب