الثورة أون لاين – دينا الحمد:
إن كانت قضية اللاجئين السوريين قضية إنسانية بالنسبة للكثير من الدول فإنها بالنسبة لسورية – كما قال السيد الرئيس بشار الأسد – قضية وطنية وقضية إنسانية، والمؤتمر الدولي لعودة اللاجئين، الذي ستنطلق فعالياته غداً، مجرد بداية لحل هذه المسألة الإنسانية، وهذه القاعدة البديهية بالنسبة لسورية كانت سهم البوصلة للدولة السورية منذ اليوم الأول الذي قامت فيه منظومة العدوان وتنظيماتها الإرهابية بتهجير السوريين والاستثمار في قضيتهم.
ولو عدنا إلى أحداث التاريخ القريبة خلال سنوات الحرب العدوانية لوجدنا أن الدولة السورية بذلت الكثير من الجهود والخطوات العملية لإعادة المهجرين إلى بيوتهم بعد تطهير قراهم ومدنهم من رجس الإرهاب وإعادة الأمن إلى المناطق المحررة، وبالمقابل كانت منظومة الإرهاب بقيادة أميركا تستثمر في قضية اللاجئين وتشدد العقوبات على السوريين، وتصدر ما يسمى قانون (قيصر) الذي يعرقل عودتهم ويساهم في زيادة مأساة السوريين، سواء أكانوا مهجرين أو غير مهجرين، وتسعى عبر الإجراءات القسرية أحادية الجانب إلى تعقيد هذه المسألة بدل حلها.
فعلى صعيد الإجراءات السورية لحل هذه المسألة الوطنية والإنسانية بذلت الدولة السورية كل الجهود لتأمين عودة اللاجئين والمهجرين قسراً بفعل الإرهاب عن بيوتهم وأراضيهم، وهيأت مؤسسات الدولة المعنية كل الظروف المناسبة لإعادتهم بعد توفير الأمن لقراهم ومدنهم.
أما المحتلان الأميركي والتركي وبقية أدواتهما الإرهابية فقد عملوا كل ما بوسعهم لتهجير السوريين ومحاولة التغيير الديمغرافي في أكثر من منطقة سورية لتحقيق أجنداتهم المشبوهة، واستثمروا على مدى سنوات الحرب الإرهابية بقضية اللاجئين، وضللوا العالم بالكثير من عناوينها، وتنكروا للأسباب الحقيقة التي دفعت السوريين للخروج من بيوتهم وقراهم ومدنهم، ولم يعترفوا يوماً واحداً أن إرهابهم وقصف طائراتهم وتدميرهم للمدن وحصارهم وعقوباتهم هو السبب الأول والأخير لهذه القضية.
لم يكتف المحتلون والغزاة وميليشياتهم الانفصالية وتنظيماتهم الإرهابية بهذا الكم الهائل من المؤامرات والقصف والإرهاب والإجرام والتضليل بل تابعوا مهامهم القذرة عبر تفعيل العقوبات على السوريين وأصدروا إرهاب (قيصر) تحت مسمى القانون، واستهدفوا السوريين بموجبه بلقمة عيشهم ودوائهم وطاقتهم، بعد أن فشلوا بكسر إرادتهم بكل أساليب العدوان العسكري والإرهابي.
لكن الغزاة والمحتلين وأدواتهم الإرهابية وحصارهم الجائر وعقوباتهم الظالمة لن تثني السوريين عن تحقيق هدفهم في إعادة اعمار بلدهم وإعادة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم رغم كل هذا العدوان وتلك المؤامرات، ورغم كل أشكال الحصار وسياسات التجويع والقهر والظلم الذي تمارسها قواتهم المحتلة ومرتزقتهم وإرهابيوهم.
وكما قال الرئيس الأسد: “إن كل منزل في سورية يهتم بقضية اللاجئين وهذا الموضوع أولوية بالنسبة لنا كحكومة خلال المرحلة القادمة خاصة بعدما تم تحرير جزء كبير من الأراضي وانحسرت رقعة المعارك بالرغم من استمرار الإرهاب”، ومن هذه القاعدة البديهية سينطلق السوريون وستنطلق مؤسسات دولتهم الفاعلة بكل ما يملكون وبكل ما تملك تلك المؤسسات من أدوات عمل وخطط لتحقيق هذه المهمة الوطنية والإنسانية، وسينجحون وستنجح مؤسساتهم في هذه المهمة كما نجحوا وكما نجحت في وأد الإرهاب ودحره عن معظم أراضيهم بفضل تضحياتهم الكبيرة.