الهادئ الهادر

 

رفعت الأقلام وجفت الصحف.. وقع الأجل المحتوم.. لأن لكل أجل كتاب.. وليس من راد لقضاء الله. هادئ كجدول رقراق، ينساب ليمنح الأمل لكل من حوله. هادر كبحر ارتفعت أمواجه لتغطي من يظن أنه أمهر السباحين ذاك هو الوليد المعلم..

كم أثار هدوء ورزانة وزير الخارجية السورية المخضرم خصومه، حتى لسأله أحد الصحفيين في أحد اللقاءات إلى متى ستبقى السياسة الخارجية السورية هادئة فأجاب بابتسامته المعهودة، مادام وزير الخارجية السورية وليد المعلم..

كان هادراً كموج صاخب، حين توجه بحديثه إلى جون كيري، وزير الخارجية الأميركي بعين ثاقبة، وصوت أشبه بالرعد الذي صمَّ آذان كيري ومن حضر.. قائلاً فليعلم الجميع أن لا أحد في العالم.. لا أحد في العالم.. يا سيد كيري لا أحد في العالم له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها، لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم.. عندها وجم الجميع، هل لأحد أن يحدث كيري بهذا الشكل.. أجل يا كل بقاع الأرض ومن عليها، إنه وليد المعلم ابن سورية.

بكل الشموخ السوري عندما سئل عن ماذا ستفعل سورية قال القافلة السورية ستسير مهما عوت الكلاب.. من إلاك يا وليد جسورٌ رَدُهُ في فمه مدروسُ، حاضر بهدوئه المعهود، لكنه وخزُ الطعانِ في قلوب عدوِّها، سوريةُ التي وكَّلَتْهُ أمرَها.. فأخلص لها.

خلف الهدوء كان يُضمر صبراً.. وخلف الوعي التزام وخلف سرعة البديهة قراءة للحدث وما يرمي إليه السائل.. فلا يُسْتَفَزْ.. لكنه يرمي كبد الحقيقة التي يريد بسهمه، فلما سُئِل عن أوروبا قال سأوصي قيادتي أن تقطع العلاقات مع أوروبا.. أما أنا لا أراها.

جريئاً يجاهر بلا تحفظ لكن بحنكة السياسي وحرفية الدبلوماسي المخضرم، فلما سئل عن بومبيو قال (مين بومبيو؟ أنا ما بعرفه) كان يستحضر حينها توصية الخالد حافظ الأسد لمفاوضي مدريد والمعلم منهم.. إياكم أن تظهروا بمظهر المهزومين.. لله دره.

تأثر الأصدقاء لفقده لأنه صديق مخلص وشريك موثوق. تأسف خصومه لفقده لأنه خصم شريف، يرد الصاع صاعين، لكن بلائق الكلم، وأنيق المفردات، فلا يستخدم النابي من الكلام، يجرح دون دم.. يستحضر سيادة وطنه في شارات أصابعه أمام عدوه، فيشفي غليل وطنه في أصعب الظروف عند اللقاءات.

رجل في زمن عزَّ فيه الرجال.. سياسي بحق.. لماح.. يدهش عدوه وسائله بردوده التي يضع فيها حدوداً لافتة، تظهر حنكته حين أجاب سائليه قائلاً (أنا من ينفذ السياسة السورية ولست صانعها). قال عنه الكثيرون إنه أسد الدبلوماسية لأن صلابة زئيره الهادئ كانت ترعب خصومه في جنيف والأمم المتحدة حيثما التقى بهم.

رجل من مدرسة القائد المؤسس حافظ الأسد، سياسي بارع، وطنيّ وفيّ لوطنه.. معلم في إرساء الثوابت الوطنية والتضحية.. لم يخضع للتهديدات ولا الإغراءات مثال للرجولة القيادية، والمنهجية السياسية، حامل مخلص للهوية السورية..

كما سنديان الوطن رحل واقفاً، قبل يوم كان في إيبلا في مؤتمر عودة اللاجئين السوريين، مشبع بالحكمة كما الشام والرصانة كما قاسيون دمشقي أصيل يبقى عبق تاريخه مثل عبق الياسمين.. ذكراه تبقى في التاريخ كنقش جدران الأموي والمريمية.. سلام الله على الهادئ الهادر.. الوليد في النشيد.. المعلم في السياسة.. العم أبو طارق..

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

 

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة