هل على البعض، ممن استقوى بالسلاح والدعم الأميركي على أبناء بلده، وارتضى أن يكون جسر خيانة للمحتل الأميركي، أن يشعر بالخوف، من عملية انسحاب ذاك المحتل المتتالي من الأرض السورية، وهل لأصحاب الرؤوس الحامية، ممن تعالت على المصلحة الوطنية، وجرت وراء وهم الانفصال أن تتحسس رقابها، بعد أن تخلى المحتل عنها، كما تقول وقائع الأنباء القادمة من منطقة الجزيرة السورية؟.
تشير الأنباء ومن الحسكة إلى قيام قوات الاحتلال الأميركي بسحب رتل عسكري جديد من ريف المحافظة عبر معبر الوليد غير الشرعي مع العراق، ليكون بذلك الثالث خلال أيام قليلة مضت، وليتزامن مع قرار الإدارة الأميركية بتخفيض عدد قواتها في المنطقة بشكل عام، تمهيداً للخروج منها نهائياً، ولتترك تلك الأفعال الكثير من الأسئلة، والخوف عند مرتزقة وعملاء الاحتلال عن مصيرهم، مصير معلوم منذ اللحظات الأولى لتحولهم إلى خونة ضد وطنهم، وهو أن يتركوا إلى المجهول، بعد أن كانوا أعداء لوطنهم وأبناء شعبهم في المناطق التي احتلها الأجنبي.
هي ساعة الحقيقة، التي طالما تحدثنا عنها كثيراً بأنها آتية لا ريب فيها، حقيقة حاول عملاء المحتل دائماً حجبها بغربال أوهامهم، فكانوا رهينة للأوهام، ومغريات المحتل الخداعة، ساعة باتت في ربعها الأخير، حيث لا يصح إلا الصحيح، ولا يكون فيها من سيد على تراب هذا الوطن إلا الجيش العربي السوري، ولا راية ترفرف في سمائه إلا راية الجمهورية العربية السورية.
رغم دنو لحظة الحقيقة تلك، فإنه لازال هناك من متسع لمن يريد التكفير عن أخطائه، فالوطن لا يعرف التعامل بالكيدية، أو بالتشفي خاصة من أبنائه، وهو دائماً يفتح ذراعيه لجميع التائبين، الأمر الذي تؤكده الحوارات التي عملت الحكومة على فتحها مع هؤلاء من أبناء الوطن، مراراً وتكراراً، ودائماً ما كانت بلا نتائج، جراء استقواء “الواهمين” بالأميركي، وقراءة الواقع بشكل مغلوط، واعتقادهم أن وقوف المحتل خلفهم هو نتيجة “حب”، لا حاجة لعميل يكون مطية له لتحقيق أهدافه العدوانية.
حدث وتعليق- منذر عيد