إذا سقطت الشجرة تفرقت القرود، لعل هذا المثل الصيني هو الأكثر ملائمة للواقع السياسي على الساحتين العالمية والإقليمية، فكم من القرود السياسية التي اهتزت أشجارها وراحت تقفز بحثاً عن شجرة ووجود آخر…
فترامب الذي سقطت شجرته انتخابياً ومازال يقفز بين الولايات الأميركية لتحصيل صعود مستحيل إلى البيت الأبيض مجدداً نجد أن إدارته وفريقه يبحثان عن أشجار دبلوماسية وقنوات سياسية يصعدون من خلالها مجدداً، فوزير خارجيته بومبيو مثلاً قفز مؤخراً وفجأة إلى الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان ليشرعن الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي.. ثمة من وجد في ذلك هدية وداع من إدارة ترامب لنتياهو ولكن بحث بومبيو عن مكانة سياسية في انتخابات أميركية في العام 2024 تؤكد أن هذا (القرد الجمهوري) يطمح لصعود شجرة الانتخابات الأميركية بعد أربع سنوات متأملاً أن تبقى زيارته الأخيرة للجولان السوري المحتل والمستوطنات في ذاكرة الامتنان الإسرائيلي ودعمه ولو بعد حين.. القرود السياسية لاتهدأ..
الأكثر من ذلك ليس سياسياً فقط التحولات واضحة في الميدان فتفرق وانسحابات الأرتال الأميركية من سورية إلى العراق ليس لأن هذه القوات الأميركية تبحث بعيداً بل يبدو أن وزير الدفاع الأميركي الجديد كريستوفر ميلر بدوره وخلال الأيام المعدودة لترامب يحاول تعقيد ملف الشرق الأوسط وإعاقة جو بايدن الرئيس الأميركي المنتخب المؤيد جداً لبقاء الاحتلال الأميركي في سورية خاصة أن جيفري المبعوث الأميركي السابق اعترف بكذبته بحجم الوجود الأميركي ما يفسح المجال أمام إدارة ترامب لعملية انتقامية تضعف قدرات بايدن في المنطقة خاصة أن إعادة الانتشار الأميركي تتطلب أثماناً لوجستية وسياسية كبيرة…
القرود السياسية تتفرق بسقوطها عن التغييرات ولكنها تبحث عن أمكنة ومواقع أخرى، لكن ثمة قرود (سياسية) ضعيفة ومضحكة في بحثها عن أشجار الوهم ربما تذهب إلى الصحراء وتصعد على أشواك الخسارات، فتخيلوا مثلاً أن ما يسمى الائتلاف السوري ينهض من ركاماته ليحاول الصعود والدخول إلى الملف السوري على ما أسماه هيئة للانتخابات مع دخول العام 2021 واستحقاقاته في سورية.. أليس مضحكاً مشهد هذه القرود التي لا تهدأ؟؟
البقعة الساخنة – عزة شتيوي