غياب الحنكة السياسية والدبلوماسية والتواضع والاحترام عن سياسات الرئيس الأميركي البلطجي دونالد ترامب طوال السنوات الأربع من ولايته لا تعني بأي حال من الأحوال حضور الأمن والسلم والشرعية واحترام حقوق الإنسان وسيادة الدول في أجندات الرئيس المنتخب جو بايدن، فأميركا بحمائمها وصقورها تعتمد سياسة واحدة، تتبلور حول حماية الكيان الصهيوني العنصري وتحقيق مصالحها الاستعمارية في العالم.
صحيح أنه غابت عن سلوك ترامب وسياساته تجاه منطقتنا وشعوبنا والعالم برمته أي بوادر للحكمة والإنسانية، وطغت عليه صفة السياسة العدوانية والمعتوهة، وغلب عليها الصدام مع كل العالم وإثارة المشكلات معه، وخصوصاً مع الصين وروسيا وإيران وسورية وفنزويلا وكوريا وغيرها، ولكن من قال: إن إدارة بايدن ستتخذ نهجاً أقل عدوانية من نهج ترامب، ومن قال أساساً: إن إدارة أوباما الديمقراطية التي سلمت الراية لترامب كانت قمة بالحكمة واحترام العالم ونصرة قضاياه؟
الجميع اعتدوا على السوريين وسيَّسوا القضايا الإنسانية في سورية لتحقيق مآربهم السياسية، والجميع فعلوا إجراءاتهم القسرية أحادية الجانب، وساهموا بإصدار إرهاب (قيصر) ومنعوا الدواء والغذاء عن السوريين، والجميع من ديمقراطيين وجمهوريين حرقوا قمح السوريين وسرقوا نفطهم وثرواتهم ودعموا الإرهابيين ليعيثوا قتلاً ودماراً في قراهم ومدنهم.
كل الإدارات الأميركية المتعاقبة شنت الحروب على شعوبنا ودولنا، وكل أقطابها كانوا منفذين جيدين لأوامر الحكومة العميقة في الولايات المتحدة وأصحاب النفوذ المالي والشركات الاحتكارية الجشعة، وكانوا (أمينين) في تنفيذ وصايا اللوبي الصهيوني في الحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي.
قبيل مغادرة ترامب المكتب البيضاوي أرسل وزير خارجيته مايك بومبيو إلى المستوطنات غير الشرعية في الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسربت حكومة نتنياهو الاحتلالية أنها ناقشت معه إمكانية البدء بمشروع منطقة عازلة في قلب الجولان المحتل بين سورية والكيان الغاصب، ولكن هل نسينا محاباة جو بايدن لهذا الكيان بأكثر مما فعله بومبيو، والأدلة عندما كان في إدارة أوباما أكثر من أن تعد وتحصى؟
قصف الديمقراطي كلينتون العراق وغزاه بوش الجمهوري، ولا أبرع منهما بقتل الشعوب وممارسة الكذب والتضليل، ولم يتفوق عليهما أحد بممارسة الإجرام والقتل وغزو الشعوب تحت عناوين براقة، تبدأ بارتداء عباءة حقوق الإنسان، ولا تنتهي بإنقاذ الشعوب المزعوم.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة