تتكئ على ما بقي لديها من أحلام.. عاشت عمراً في مطاردتها.
تتأمل كلّ ما حولها..
تلملم ما بعثرتْه من أشيائها تلك التي اعتادت ترتيبها بطريقة لافتة.
هل بقيت لديها ذات الرغبة لتحقيق أحلامها تلك..؟
لوهلة، تشعر أن منسوب رغباتها وصل حدوده الدنيا.
“إن الرغبة تحيط الحياة بقوة إنتاجية وتعيد إنتاجها بزخمٍ أكبر”..
تنطق عبارة (جيل دولوز) تلك بين ها وبين نفسها بنبرةٍ جدّية.. وتتأمل مفرداتها (رغبة، إنتاج، وزخم) من أين تأتي بكل هذه الأشياء في يومٍ شتوي كالح، رمادي الإشراق..؟
كيف نعيد إنتاج الرغبة في أجزاء غافية داخلنا..؟
أي صدمةٍ يمكن لها إيقاظها أو انتشالها من بؤرة الرقاد التي أُجبرت على الغوص ضمنها..؟
بضحكةٍ عابرة، تستهزئ من فكرة الأجزاء الغافية ومن فكرة الرُقاد..
لِمَ تبدو كل الأشياء والرغبات بالية..!
معتّقة بخمر انتظارها لحين التحقّق..
للحظاتٍ، ثبّتتْ نظرتها على ورقة “الروزنامة” التي وُضعت على أحد جدران الصالون..
بِتنا في نهاية العام..
ما الفرق إن كنا في أوله أم آخره..؟!
فثمة سماء رمادية تظلّل كل يومياتنا منذ ما يقارب العشر سنوات.
يرن موبايلها معلناً وصول عبارته اليومية المستعجلة: “صباح الخير”..
اعتقدتْ أن حضوره سيكون الشيء الوحيد الذي يلوّن لحظاتها..
لكن سرعان ما يفاجئنا الوقت ويداهمنا بقلب الأمور رأساً على عقب.. محوّلاً حضوره إلى روتين لا يختلف عن إيقاع أيِّ من الأمور السائرة في دائرة “العادي”.
تردّد بصوتٍ مسموع: لا تزرع حلمك في أرض يباب..
مهما أصبح باهظ السعر.. وحتى لو تحوّل لمجرد “صمديّات” نزيّن بها واجهات العمر الفتي، الذي كان يوماً.
رؤية – لميس علي