في وقت تعد فيه مرحلة الطفولة المبكرة ورياض الأطفال من أهم المراحل التي يجب أن تولى الاهتمام والمتابعة من جميع جوانب هذه المرحلة، نظراً لما يبنى ويؤسس خلال هذه المرحلة لاستكمال بقية المراحل الأخرى، خاصة ما يتعلق بموضوع رياض الأطفال والتحضير للدخول للمدارس لاحقاً من خلال ما يكتسبه الطفل من معارف ومهارات تجعله أكثر تمكناً في الصف الأول الأساسي وبقية الصفوف الأخرى في المراحل التعليمية اللاحقة.
ومع جهود عدة وخطط عمل مقررة تصب في مسار الاهتمام بمرحلة الطفولة، بدا واضحاً ومهماً للغاية المشروع الذي تبنته وزارة التربية وأطلق مع بداية العام الدراسي الحالي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف تحت عنوان استعدوا للالتحاق بالمدرسة عبر افتتاح شعب صفية مجهزة بالمستلزمات بما يناسب أطفال الروضة لعمر خمس سنوات في إطار تهيئة الأطفال لمرحلة التعليم الاساسي.
المشروع لاقى قبولاً لدى كثير من الأسر التي وجدت فيه ملاذاً وتلبية للرغبة في إلحاق أطفالها في الشعب الصفية المحدثة في مدارس عدة خاصة في مدارس الأرياف، في ظل الارتفاع الخيالي لأقساط رياض الأطفال الخاصة والتي تعجز أسر كثيرة عن تسجيل أطفالها فيها، حيث إن أقساط التسجيل في الشعب بدت مقبولة ومناسبة للكثيرين في ظل الظروف المعيشية الصعبة الراهنة.
ولأن بداية كل مشروع تواجه صعوبات وتحديات، يلفت الانتباه حالياً ملاحظات عدة حول شعب المشروع المحدثة ، ومهماً جداً متابعتها والعمل عليها لتحقيق الغايات التي حددتها أهداف المشروع وفق أركان تربوية سليمة، خاصة ما يتعلق بتأمين كوادر تعليمية مناسبة للشعب ومستلزمات أساسية تناسب المرحلة العمرية وبنى تحتية مناسبة لهذه الشعب بما يحقق نجاح المشروع بالشكل المطلوب.
ومهم جداً متابعة مديريات التربية لكل ما يتعلق بالمشروع، وحل ما يعترض التطبيق من صعوبات، والأخذ بعين الاعتبار صداه الإيجابي مع ضرورة أن تكون متابعة ضمن الهدف والعمل لمزيد من التوسع التصاعدي للمشروع وافتتاح أكبر عدد من الشعب ليشمل مدارس أكثر ويستهدف أكبر عدد من الأطفال بما يحقق رفع نسبة الالتحاق برياض الأطفال، ويحقق أفضل النتائج التي يمكن أن تنافس نتائج رياض الأطفال الخاصة سواء ما يتعلق بالجانب التربوي أو التعليمي عموماً.
حديث الناس – مريم إبراهيم