أصبح في حكم المؤكد أن الأرعن ترامب سيخرج من البيت الأبيض في 20-1-2021 وسيدخل بايدن الخبيث الذي يكاد ينهي تشكيل أقطاب إدارته التي سيقود بها مشروع الحزب الديمقراطي وهي مطعمة بشخصيات ملتبسة وأخرى متشددة وثالثة ملونة لزوم الديكور، ليكمل الولاية الثالثة لأوباما.
وما يبدو من المشهد أن بايدن هذا قد وجدت فيه الدولة العميقة (الروتشيلديون) مديراً تنفيذياً مطيعاً لهذه المرحلة العصيبة التي تتطلب استخدام القوة الناعمة بديلاً من قوة ترامب الخشنة والرعناء، إلا أنه لا شيء جذرياً سيتبدل في الأهداف سواء أكان ذلك في التصدي للتمدد الاقتصادي الصيني أم مواجهة القوة الروسية التي أمسكت بمفاصل قضايا المنطقة، لكن هذا لا يعني أن روسيا ستقف في وجه موجات التطبيع المجزأة التي تتهافت عليها دول الهرولة والاستسلام كبديل من “صفقة القرن”.
ولم تكن مستغربة زيارة نتنياهو للسعودية مع رئيس الموساد ولقاؤه مع محمد بن سلمان بوجود بومبيو، وليس من المستغرب أن تعلن السعودية أنها ماضية في التطبيع إلى نهايته بعد أن يشرعن بن سلمان سلطته المهددة بعد أبيه سلمان، فالداخل السعودي يكمن له إذا لم يسارع الأب للتنازل عن الملكية لابنه والاكتفاء بلقب خادم الحرمين إذا لم يتدخل عزرائيل.
وما تابعناه مؤخراً من لقاءات لصهاينة مع شخصيات عربية معروفة ومؤثرة أثبت أن هذا الكيان لن يستطيع أن يطبع وجوده مع الشعوب العربية الرافضة لأي نوع من العلاقات. رغم أن هناك العديد من الشخصيات العميلة والمهترئة والغبية الساعية للشهرة والمال تستجيب لذلك.
في مقال سابق ذكرنا أن رؤساء أميركا عبارة عن مديرين تنفيذيين للشركات الكبرى التي تتحكم بالدولة العميقة. ولذلك لا نتوقع تغييرات جذرية في سياسة بايدن تجاه المنطقة وغيرها، وهو الذي يسعى لإعادة التفاوض في الملف النووي الإيراني بعد انسحاب ترامب وحده يلقى تأييداً أوروبياً، لكن هذه العودة لن تكون أمراً سهلاً لإيران التي أصبحت قادرة على فرض شروطها.
الأمر الذي يدفع بـ “الموساد” إلى القيام بعمليات اغتيال تؤجج الوضع، وقد تؤدي إلى حرب شاملة، كما حدث في قضية اغتيال العالم النووي الإيراني الشهيد “محسن فخري زاده” والتي سيكون الرد عليها قاسياً.
وبالنسبة لسورية فإن بايدن لن يغير شيئاً في التعامل مع القضية لأنه في خدمة “اسرائيل” التي تصر على إنشاء منطقة حدودية آمنة في جنوب سورية على غرار الشريط الحدودي لجيش لبنان الجنوبي.
مع معرفتنا أن سورية ماضية في تحرير أرضها حتى الشبر الأخير وطرد الإرهابيين وإعادة من تبقى منهم إلى دولهم. وإنهاء قضية إدلب والشمال الشرقي مع تركيا وأميركا.
وفي العراق فقد فات الأوان على مشروع بايدن التقسيمي الذي كان قد أعلن عنه عندما كان نائباً لأوباما.
ومن غير المتوقع أن يغير شيئاً بالعقوبات بمسمياتها “قيصر” و “ماغنيسكي” فهي ورقة الضغط الوحيدة التي ما زالت تملكها عبر الكونغرس لفرض مواقف مؤقتة تمكنها من البقاء جزئياً في المنطقة.
وعودة إلى ما كنا نؤكد عليه فإن الأحادية القطبية انتهت إلى غير رجعة، وأن الاقتصاد الأميركي إلى مزيد من الانهيار، ولم يعد أمامه إلا الاصطدام بالقعر، وعندها ستكون أميركا ولايات متناحرة.
أميركا انتهت إدارةً وشعباً وهيمنةً بحرب أو من دونها ستتفكك، والماردان الصيني والروسي استفاقا.
وإن غداً لناظره قريب.
معاً على الطريق – د. عبد الحميد دشتي