يسألك أحدهم.. لو رجع الزمن بك إلى الوراء فما أنت فاعل؟ تقف برهة مع نفسك وتزفر بعمق.. أخطاء ألحقت بك أضراراً مادية واجتماعية وصحية ومهنية، كان من الممكن تلافيها أو التخفيف من آثارها، لو خطفنا العمر خلفاً سنوات.
لو أننا أدركنا منذ سنوات مضت أن نداري خبزاً كان يضرب المثل بطعمه وشكله وقيمته الغذائية، وإلى وقت قريب لا نأكله إلا طازجاً، ونترك فضلات الأمس تتكوم خبزاً يابساً.
لو أننا طبقنا ثقافة ضبط النفقات على أولويات حياتية ضرورية لا كماليات استهلاكية ووجاهة اجتماعية وموضة عصر.
لو أننا عملنا في مجالات الحياة كلها على فكرة (الوقاية خير من العلاج).
لو أننا شطبنا من قاموس حياتنا مفردات الأنانية أنا ومن بعدي الطوفان، و”ما دخلني”..
لو أننا أكثرنا من القراءة في بطون كتب التاريخ والجغرافية والتربية والأدب والفن وغيرها وفيها ما فيها من علم ونباهة وحكمة ومعرفة وخبرة وتجربة.
صحيح ما نعانيه اليوم من ضنك عيش ولهاث حياتي وراء لقمة عيش هو من صنع تداعيات حرب عدوانية وعقوبات اقتصادية جائرة، لكن الصحيح أن تعاطينا مع مفرداتها ومفرزاتها له يد فيما نحن فيه!!.
الكل مسؤول عن ما وصل إليه حالنا اليوم من ضيق مادي ومعنوي ولتجاوزه علينا التعلم من أخطائنا ووضع يدنا على الوجع ومواطن الداء حتى لا نندم بعد فوات الأوان ونقول.. كنا وكانوا وياليتنا.
عين المجتمع- رويدة سليمان