الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
هذي دمشق لمن خانته ذاكرة ..
أولى المدائن صوت الحق ماخمدا
تصغي العواصم إن قالت ولاجدل ..
لوقام في الكون غدر الدهر أو قعدا
إنا أناس عشقنا النصر من صغر ..
وقد كبرنا وبات النصر معتقدا
نور الشهادة فينا ساطع أبدا ..
يعانق الشمس والعلياء والبلدا
دُمْ سيد الوطن البشار قائدنا ..
شام الأسود ستبقى للوغى سندا
هي البداية قدم من خلالها الشاعر سليمان غانم تحيته إلى دمشق الصامدة ببطولاتها وتضحياتها ، بتنوع ثقافتها ونور شهدائها ، متحدياً ظلم الطغاة الأعداء ، بأن النصر حليف الحق ، وستبقى سورية أيقونة النصر .
ربما لاتكفي قصائد الكون جميعها في تمجيد مآثر تلك المدينة العريقة” دمشق” وهي رمز سورية الأبية التي مابرحت تصارع أطماع حسادها وجشعهم وعدوانيتهم ، ولكنها باقية راسخة كجذور السنديان في أعماق التاريخ ، وتمتد تلك الجذور لتعانق أرزة لبنان الشامخة ولتنثر من عبق الياسمين في أرجائها .
ومن أجل عناق أبدي كانت الأمسية الشعرية التي استضافها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بمشاركة كل من الشاعر سليمان غانم وجهاد الأحمدية ، وعدد من شعراء لبنان ، ولكن لظروف طارئة تعذر وصولهم إلى دمشق .
ومن قصيدته” قل للعيون” نقتطف :
يادار حمص الهوى قد هزني السهد
وهدهد العين في ترحالها الرمد
قل للمليحة أن الموج يغرقني
ألا ترق لشط طاله الزبد
إني أحب وبعض الحب بحر هوى
في جزره المد مسكون ومنعقد
أطوي الليالي التي ضاق السهاد بها
يالليالي غدت ثكلى بمن سهدوا
قل للمليحة التي في طرفها حور
الموت فيك خلود صاغه الأبد .
ومن قصائده جهاد الأحمدية لبناني الولادة وسوري الهوى ، يقول في قصيدته” اشتعال”
هيا .. تعال إلي
فاض العشق على شطي
بعثر كل ملامح نيلي
ومحا الأبيض من إكليلي .. فغدوت بملء تفاصيلي .. جسدا بخرائط منسية
هيا .. تعال إلي .. أشعلني بلهيب فنونك .. أطفئني بصهيل جنونك
خبئني بربيع عيونك .. نيسان السنة القمرية
ومن قصيدته” أفعى الرغبة” نقتطف :
سرا تدخل في خيمتنا .. أفعى الرغبة
مثل النعس الطاعن فينا منذ قدوم الزمن الكذبة
تدخل فينا من أوزون في جلدتنا .. يدعى الغربة
تزحف مثل الرمل الهارب من أسئلة الريح الصعبة
تزحف شرقاً ، تزحف غرباً ، تبحث عن أنهر خصبة
تطفىء فيها نار الجوع الكافر فينا وبنا تطفىء نار الرغبة .
وكانت الأمسية التي أدارها الإعلامي والشاعر علام عبد الهادي فرصة لمشاركة عدد من الشعراء الذين شكلوا قيمة مضافة بما قدموه ، ومنهم الشاعر توفيق أحمد فقد استعار من ذاكرته قصائد ماتزال حاضرة في نبضها ووهجها من زمن الشباب المتوقد عشقاً وحباً ، كما شارك الشاعر سليمان السلمان بمقاطع من قصائده التي تترجم حياة نعيشها في لحظاتها الساخنة ليكون لسان حال كل من يتضور ألما وحزنا .
وتبقى تلك الأمسيات سواء منها الشعرية أو الأدبية والفكرية نافذة نطل من خلالها على عالم يتجدد ويرسم للقادم من الأيام دروباً من الأمل نرجو أن تثمر تلك الجهود لنحصد جيلاً يرتقي بانتمائه وعطائه وإبداعه .
وجدير ذكره أننا ونحن نودع عاماً لم يكن ربما كما نتمنى ونشتهي ، لابد وأن نقف على عتبات العام الجديد بجردة حساب ، أين نجحنا وأين أصبنا ، ونعود لجذور المشكلات علّ الحلول تكون أكثر نجاعة ، والعالم أكثر حباً وتسامحاً ، في ظل وطننا الأسمى والأغلى