يعتبر التعامل بغضب وانفعال وعصبية شديدة من الأمور السائدة التي تسيطر على سلوك الكثيرين في حالات الغضب كرد فعل على موقف أغضبهم، وهذا من الأمور التربوية والسلوكية الخاطئة جداً والتي تهدد نتائجها وآثارها السلبية والنفسية، ليس صاحب السلوك فحسب، بل تهدد المجتمع أيضا، لأن ردات الفعل غير المحسوبة والتي تكون دائما في حالات الغضب بعيدة عن العقل والمنطق، سوف تأتي بالمقابل بنتائج فعل سلبية على صاحبها وعلى المجتمع بأكمله، وهناك امثلة كثيرة على ردات فعلنا البعيدة كلياً عن العقل على كثير من الأفعال والمواقف في حياتنا الاجتماعية والسلوكية والتي لم تؤد إلى حل المشكلة.
من هنا كان تأكيد السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه الهام بجامع العثمان على مسألة مهمة جداً تطال كل حياتنا السلوكية والاجتماعية (في المنزل وفي الشارع وفي مكان العمل وربما تتجاوز حدود هذه الأماكن)، وهي كيف نحول مشاعر وأفعال الغضب وردات الفعل إلى أفعال إيجابية منتجة تخدمنا كأفراد وكمجتمع، وكيف نضبط الغضب بالعقل لأنه إن لم يكن كذلك، أي إن لم يكن مضبوطاً بالعقل فسيبقى في إطار رد الفعل الذي لا يحقق أي نتائج إيجابية.
إن التعامل بردات فعل غاضبة مع الأمور والتحديات الكثيرة التي تواجهنا في حياتنا اليومية سوف تقيد إبداعنا على انتاج وابتكار الحلول، لأن الغضب والهيجان من شأنه أن يلغي كلياً دور العقل في الابداع والتجدد والتعامل بمنطقية وحكمة مع المواقف التي تغضبنا وتثير مشاعرنا وما أكثرها في حياتنا، لذلك كان إعمال العقل في حالات الغضب من الأشياء الضرورية جداً لمواجهة المواقف بكثير من الإيجابية التي تساهم في إنتاج الحلول.
كل ردات فعلنا يجب أن تكون محكومة وخاضعة للعقل ويجب أن تكون بعيدة عن المشاعر والعواطف التي تلغي بدورها العقل وتجعل من فعل الغضب أمراً ضاراً، وهذا السلوك يندرج في سياق ترويض الانسان لكل ملكاته وخصاله على التصرف بحكمة وعقل.
عين المجتمع- فردوس دياب