في خطوة تشكل “سيناريو” مصغرا لما هو قادم بالقريب العاجل، انسحبت قوات الاحتلال التركي من سبع نقاط محاصرة من قبل الجيش العربي السوري في الشمال والشمال الغربي من سورية، ابرزها نقطة الصرمان، مورك، معرحطاط، تل الطوقان، العيس، الراشدين.
في الواقع فان ذاك الانسحاب ليس سببه رغبة النظام التركي في ذلك، ولا عن حسن نية، بل هو انصياع لحقيقة حاول اللص اردوغان المراوغة بشأنها طويلا، وما زال، وهي أن جميع الأراضي السورية سوف تعود تحت حماية الجيش العربي السوري، وما المراوغة التي يقوم بها اردوغان ليست الا من باب اطالة أمد الحرب الإرهابية، والحصول على ورقة ما تساعده في “المبازرة” مستقبلا حين تصل الامور الى خواتيمها وهو أمر بات قريبا جدا.
طبيعة النظام التركي “الاخوانية” العدوانية، تدفع به الى الانتقال من منطقة الى اخرى في محاولة لاثبات وجوده كلاعب، وبما يحقق له “حسب عقلية العثمانية الجديدة” التوسع جنوبا، لاحياء السلطنة العثمانية البائدة، فيعمل على تحشيد قواته المحتلة في ريف ادلب الجنوبي، الى جانب مرتزقته من المجموعات الارهابية، كما هو الحال في شمال شرق سورية، وشنه عدوانا على مدينة عين عيسى بريف الرقة، لاحتلالها، الامر الذي يمكنه من اجراء تغيير ديموغرافي هنا وهناك، يستخدمه لاحقا لأهداف وغايات “شيطانية”، حول مستقبل المنطقة.
دخل التركي داعما الارهابيين في سورية، واستخدم الارهاب مطية لتحقيق اهدافه الاستعمارية التوسعية، وبالطبع ما كان ليستطيع فعل ذلك منفردا، لولا استخدامه مجموعات مرتزقة وظفها وعرف كيف يلعب على وتر الدين، وعمل على تشويه مفاهيمه، وتعاليمه، عبر استخدامه، مصطلحات الحرية والديمقراطية، كما يحلو له، وبما يخدم اهدافه.
انسحب الاحتلال التركي من نقاط احتلاله في ريف حلب الغربي وادلب الشرقي، ليكون ذلك خطوة اولى على طريق الاندحار الاكبر، وقريبا سيعلن صاغرا انسحابه من جميع الاراضي السورية، ليرفرف العلم السوري على كامل تراب الوطن، ممزقا جميع رايات الحقد والكراهية والتفرقة التي رفعها مرتزقة اردوغان في بعض المناطق السورية.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com