في كل مرة تستشعر قدوم نهاية غير مرغوبة، تلمح طرف بداية محبّبة.. غير مرسومة.. ولا هي واضحة الملامح..
بداية مفاجئة.. مشاغبة..
جذّابة.. تتفرّع إلى كثيرٍ من بدايات لها طعم لا يُنسى.
ما أجمل الحب حين يكون بعشرات البدايات اللامتوقعة..
هل تلفّظت بكلمة “الحب”..؟
تندهش كيف انطلقت الكلمة من بين شفتيها بكل عفوية ودون أي حسابات مُسبقة من عقلها الذي لا يكلّ من إحالة كل شيء إلى مرجعية المنطق والصواب.
مرّات كثيرة تحاشت الاعتراف بذلك..
للصراحة لا تنفر من حالة اللاوضوح.. والغموض الذي يغلّف مشاعرها تجاهه..
وكأنها تتلذّذ بالتأرجح بين الإقرار والإنكار..
وكأنها تتلمّس نوعاً من جاذبية طاغية بترك الأشياء هكذا تعوم في فضاء اللاتحديد واللاتأطير..
ويبدو أن حالة استرخاء تتعايش معها وتفرض نفسها، تَحِيدُ بها عن كل ضغط أو إكراه أو إلزام.
هي تسقط من الحب وليس في الحب.. تتلمس تأثيراته عليها دون لحظ أي سلبيات تُذكر، تماماً كما ذكر يوماً إميل سيوران: “الآخرون يسقطون في الزمن، أما أنا فقد سقطت من الزمن”..
وهو ما يعني، وفق رأيه، أنها حالة “الصيرورة المعلقة”.
بالنسبة لها فإن تسقط من الحب يعني أن يكوّنها بماء معجزته ويُعيد خلقها، أن يجعلها تخطو نحو صيرورتها الأجمل.. عائمة في سماوات من سعادة غير مدركة.
سقوطها يشبه الهبوط.. مقترباً من المفهوم الذي تحدث عنه آلان باديو من أن (الحب إعلان عن السرمدية التي يجب تحقّقها أو بسطها بأفضل ما يمكن داخل الزمن. إنه هبوط السرمدية إلى الزمن ).
مجرد أفكار جالت في خاطرها وهي تقرأ كلماته التي تمكّن بها من استعادتها مرة أخرى.
لا يعنيها أي شيء من اختلافات أو مهاترات تحدث أحياناً، إلا بمقدار ما تسمح بترسيخ حضور له أكثر جمالاً وسحراً.
أتراها تغافلت عمداً عن طُعم فخ كلماته.. بما فيها من حيلة جذبتها من جديد..؟؟
لا يهم..
المهم فعلاً أن ترسم كلماته وأفعاله بداياتٍ لا تنضب أبداً.
رؤية – لميس علي