لاتنفك ألعابنا الفردية تشكو الانحسار الأفقي، وضعف الاهتمام في الأندية، وتطالب اتحاداتها المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بإلزام الأندية بإدراج لعبة أو اثنتين في قائمة ألعابها، إلى جانب كرتي القدم والسلة؟! وهذا الإجراء كان معمولاً به وسبقت له المساهمة في انتشارها وزيادة أعداد لاعبيها، الأمر الذي انعكس على النوعية إيجاباً، فبرزت مواهب كثيرة شقت طريقها نحو النجومية والتألق.
في السنوات السابقة اختلفت الصورة بشكل كبير، فالأندية ونستثني منها أندية الهيئات، لم تعد مضطرة لتحمل نقفات تلك الألعاب التي تستهلك ولا تنتج، فاتجهت إلى تركيز الدعم والمتابعة للألعاب ذات الجدوى الاقتصادية، وصاحبة الشعبية والجماهيرية، وأهملت الألعاب الأخرى، وأخرجتها من حساباتها فانقرضت؟! وعلى الرغم من كون الرياضات الفردية ذات تكلفة بسيطة، إذا ماقورنت بالقدم والسلة، لكن ذلك لم يكن ليؤثر في طريقة تفكير إدارات الأندية، التي تنوء تحت وطأة المتطلبات الباهظة للألعاب، فهي بالنهاية غير قادرة على تعويض شيء من مصروفها، وتعتاش عالة على الألعاب ذات الريوع والتي تجني الأرباح؟!.
لايمكن توجيه اللوم للأندية، وخصوصاً تلك التي لا تملك استثمارات خاصة بها، كما لايمكن مطالبتها أو إجبارها على توسيع قاعدة ألعابها، وحتى تلك الأندية الكبيرة ذات الإمكانات المادية الجيدة، لاتستطيع الإنفاق على رياضات أخرى من حصة الألعاب المنتجة، لأن الميزان التجاري للألعاب الجماهيرية خاسر بالأصل، فنفقاتها أعلى من مردودها، وبالتالي يبدو الحل الأقرب للتطبيق، إعادة إحياء فكرة الأندية التخصصية، وتطبيقها عملياً، فتمارس الأندية الصغيرة عدة ألعاب فردية على أن تتلقى إعانات مالية من المنظمة الأم تتناسب مع متطلبات كل لعبة، كما تلقى الدعم والاهتمام والمتابعة منها، إلى جانب المساءلة والمحاسبة ومبدأ الثواب والعقاب.
مابين السطور- مازن أبوشملة